Friday 6 July 2012

مُقنّعة مع تأنيب الضّمير




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2012

     استمرت مراقبَتْهُ لها أسابيعَ، ليَتيقّن أخيراً أنّها فتاة الأحلام. قرّر أن يُفاتحها بشأن الارتباط في اليوم الأخير من دورة اللغة الإنجليزية التي تجمعهُما.


     بالفعل هذا ما حدث، حينها؛ سألتهُ عمّا يدعو شابٍ بوسامته للتقرّب من فتاةٍ مثلها..!

     أجابها بتعجُّب: ألا تنظرين إلى وجهك في المرآة؟! تمتلكين عينَين ساحرتَين، بلونٍ فيروزيٍّ لم أرَهُ في عينيّ فتاةٍ قبلكِ! كما أنّ بشرتكِ نقيّة، ووجنَتَيكِ مُتورّدتَين، بالإضافة إلى شعركِ الحريري الذي يزيدُ من جاذبيتكِ.

     بحلَقَت في عيْنَيه والحيرةُ تملؤها، ثمّ تلفّتت حولها، وتساءلت في سرّها إن كانت هي المقصودة بهذا الوصف البَديع!

     قال لها مُستدركاً: قبل أن يلفتني جمالكِ؛ لفتتني شخصيتُكِ المُتّزنة، وذكاؤكِ المُفرط… أنتِ فتاةٌ استثنائية، فالجمالُ والأخلاقُ اجتمعا فيكِ.

     صرخَتْ في وجهه: لكنني مُخادعة…

     ابتعدتْ عنهُ دون أن تَنْبس بكلمة، تركتهُ بحِيرته، توجّهت إلى منزلها وشعور الحزن يتغلّبُ على الفرح داخلها، وَلَجت المنزل وألقت بحقيبتها أرضاً ثمّ توجّهت إلى مرآة غرفتها.

     نظرت إلى وجهِها، تناولت قطعةً مبلّلةً من القطن، مرّرتها على بشرتها الصّافية، ووجنَتَيها المُتورّدتَين، ثمّ اقتربت من المرآة أكثر، لتلتقط بإصبعَيْها عدسةً مُلوّنةً من إحدى عينَيْها، تناولت قطنةَ أخرى ومسحت كحلها الغزير، استمرت على هذا الحال حتى "أزالت القناع".

     نظرت إلى وجهها من جديد، ليبدو لها باهتاً، مكتظاً بالألوان التي لا يُوحّدها سوى كريم الأساس، أمّا عينَيها؛ فكانتا خافِتَتَيْن بلا رسم يُبرزهُما أو لَوْنٍ يُميّزهُما.

     من حقيبَتِها ارتفعَ صوتُ هاتفها النّقال، وبينما هي متوجّهة للإجابة؛ تعثّرت قدمَيها بسِلكٍ لآلة تَمْليسِ شَعرٍ، لولاها لمَا واجهت العالم الخارجي..!


No comments:

Post a Comment