الشاب جابر وحيدا مع مرضه.. ويثير استغرابه تهميش مرضى الفشل الكلوي في المملكة


الغد- عمان- "أنا في رحلةٍ مُستمرةٍ للبحثِ عن عملٍ يلائمُني، ويَقيني ذُلَّ السؤال، لكنّ ورغم تفاؤلي، إلا أنني أشعر أحياناً بالعجز يتسرّب إلي، فالمجتمع يستمر بإنكاري، أنا وغيري من مَرضى الفشل الكلوي"، بهذه الكلمات يلخص الشاب أنس جابر معاناته جراء عدة تغييرات تعرض لها خلال الخمسة أعوام الماضية.
ويضيف تركت تلك التغييرات آثاراً عميقة على حياته النّفسية والاجتماعية، وفاقمت من مُعاناته الصحية، فأصبحَ كثير التفكير، دائم الخوف، سريع الانفعال، خاصّة بعد أن تخلّت عنه زوجته، التي لَم يمر على زواجه منها أكثر من عامين، "لكنّها أَبت أن تكمل حياتها مع رجل مصاب بالفشل الكلوي".
بدأت صحّة جابر بالتدهور في العام 2003، حيث كان عمره وقتها 27 عاماً، وكان حينها يكسب رزقهُ من عمل امتهنه في السعودية، لكن حالته ازدادت تدهورا، فاضطرّ إلى العودة، والعيش حيثُ أهله وأصحابِه.
فوجئ جابر في العام 2006، بعد تشخيص مرضه واصابته بالفشل الكلوي، حَزِن كثيراً من الوحدة التي تعرّض لها بعد إصابته بالمرض، فزوجتُه تخلّت عنه، وأصدقاؤه أبعدوه من تجمّعاتهم، والعمل الذي كان ينشدُه تبخّر من بين يديه، حيث كان يطمح بعد رجوعه من السّعودية، إلى العودة لمجال عمله الأوّل، أي التمثيل، حيثُ شارك في الماضي بعِدّة أعمال، منها، "حارة أبو عوّاد"،
"الجدة حسنة"، و"أبو جعفر المنصور".
الرُّوحُ المعنوية لجابر، الذي يقطنُ في منزل أبَويه في حي نزّال بعمان، ويتلقى الدعم المالي من أخيه، ما تزالُ مرتفعة بالرّغم من العقبات التي يُواجهها، فهو يرفضُ أن يُحيله المرض إلى شخصية اعتمادية بشكلٍ دائم.
لكنه يستغرب من التهميش الذي يتعرض له مرضى الفشل الكلوي في الأردن، قائلا "من خلال ارتيادي لبعض المشافي بهدف العلاج، وجدت أنّ الاهتمام بنا وبمتطلباتنا يكادُ لا يُذكر، وأنّ الحَث على التبرع بالأعضاء وضرورته مُنعدم".
ويطالب جابر بإيجاد مؤسسة تُعنى بشؤون مرضى الفشل الكلوي، وتوفير مُواصلاتٍ خاصة لهُم، تقلهُم إلى المشفى، ثمّ تُعيدهم إلى منازلهم، فهذا سيُخففُ عنهُم معاناتهم، وسيُشعرهم بوجود من يهتم لأمرهم.
ويخَتم جابر حديثه بتوجيه نداء لمن هو قادر على تأمين عمل له، يخفف عنهُ عبء المصاريف المُتراكمة، ويساعدهُ لإكمال ما تبقى من حياته دون الحاجة إلى طلب العون من غريب.

نشر : 19/12/2011

* تجدون القصة كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:





No comments:

Post a Comment