فريال ينخر جسدها المرض والفقر وتعيش وحيدة بين أربعة جدران

الغد - عمان - وحيدة بين أربعة جدرانٍ، تمكُثُ والألمُ رفيقُها، والبردُ أنيسُها في لياليها الطويلة، وأمانٌ تستمده فقط من نُباحُ كلبٍ، اعتادتْهُ أمام غرفتها، فتشعرُ في ظل حضوره بالحماية! فريال إبراهيم (40 عاما)، التي تسكنُ بمنطقة الجوفة في عمان بغرفةٍ تفتقرُ لمقومات الحياة الكريمة، تستغلُّها على نورٍ خافتٍ للنوم وللأكل، وللطّبخ كذلك، خصوصاً ان لا مطبخ يرافقها! تحمي نفسها حين تخلُد إلى النّوم بطاولةٍ تسندها إلى باب الغرفة، فالبابُ خالٍ من الأقفال!
لكنّ مصيبتَها لا تكمُن هنا، بل بوباءٍ صامتٍ، اجتاحَ جسدها على حين غفلة، فحرمها من عملٍ كانت تستمدُ رزقها منه، فتكتفي به عن السؤال، يرافقه مبلغ أربعين ديناراً تحصلُ عليه من صندوق التنمية الاجتماعية، فتضعه مباشرةً أُجرةً لغُرفتها.
والآن، لا تملكُ سوى المبلغ الذي تتقاضاه من صندوق التنمية الاجتماعية، تحتارُ بصرفِهِ، علاجاً لمرضٍ تَمكّنَ منها، أم أُجرةً لغرفةٍ تأويها! وهي امرأةٌ وحيدةٌ، بعد ان طلقت وغاب عنها الزوج والأولاد .. فهي بلا أهلٍ يمدُّون لها يد العون إن احتاجت.
اتّخذت فريال بعد طلاقها منذ زمنٍ طويل من خدمة المرافق العامّة في إحدى المستشفيات مهنةً لها، إضافةً إلى خدمة المنازل، فَوَقَت نفسها ذُلّ السؤال. لكنّها توقفت عن أداء مهنتها قبل أشهرٍ قليلة، إثر ألمٌ مفاجئ بدأ يتسلّلُ إلى جسدها، ونظرٌ حادٌ بدأ بالتبخُّر من عينيها. فتوجّهت إلى مستشفى حكومي لمعالجة عينيها، لكنّها فوجئت بعد تحاليلٍ أُجريت لها، أنّها لا تُعاني من مشاكل بنظرها فحسب، بل من مرضٍ خطيرٍ تمكّن منها كذلك! إنّهُ التهاب الكبد الوبائي (ج)، أو كما يوصف، بالوباء الصّامت، فنسيت ألمَ عينيها وعلاجهُما، والتفتت إلى ما هو أشدُّ خطراً.
فريال الآن لا تأملُ سوى بفاعلِ خيرٍ يساعدُها بمصاريف علاجها، فإهمالُ مرضها تترتّبُ عليه نتائجُ سيّئة، بحسب طبيبها، وهي فعلياً غيرُ قادرةٍ على القيام بتحاليل طُلبت منها قبل أيّام، تَصِلُ كُلفتُها إلى 280 ديناراً، فكيف لها بتحمل نفقات علاجٍ سيُلازمها فترةً طويلة؟!

نشر : 28/11/2011

* تجدون القصة كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:

http://www.alghad.com/index.php/portal/alghad-al-ordoni/article/513695/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D9%86%D8%AE%D8%B1-%D8%AC%D8%B3%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%87-%D8%AC%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86.html



No comments:

Post a Comment