Showing posts with label حَلْقَةُ حُبٍّ مُفْرَغَة. Show all posts
Showing posts with label حَلْقَةُ حُبٍّ مُفْرَغَة. Show all posts

Friday 6 July 2012

ياسَمينةٌ تَنْتَحِب




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2012

     عادَتُهُ قطفُ الزُّهور، والياسَمينُ إدمانُهُ…

     في كلِّ مرَّةٍ يتنزّهُ خلالَها في البُسْتان؛ تقتنصُ عيناهُ زهرةً مُختلفةً، فيقطِفُها بالخفاء، ثمَّ يُنعشُ روحَهُ بعطرها الأخّاذ، وقبل أن تذبُل؛ يقذفُ بها إلى الهاوية، حتى تذبُل بعيداً عن عَيْنَيه.
     فلا يشعُرُ بجريمته..!
     وسُرعان ما يهُمُّ بالبحثِ عن زهرةٍ أُخرى، تكونُ لهُ السّاقية…

     بعدَ أعوامٍ على هذا الحال؛
أذهل مَن حولَهُ حينَ أعلَنَ عن قَطْفِهِ لزهرة البنفسج، أقسمَ يومَها أنْ يَفي للبنفسج طالما قلبُهُ ينبضُ بالحياة…

     ارتابَ مَن حولَهُ بإعلانه…
أمّا الزّهرةُ المأخوذةُ بهالته المخادعة؛ وثِقَت بعهده، وأغفلت عَقْلَها عن ماضيه المكشوف للجميع.

     اجتمعت الزُّهور على تهنئته وبنفسجته،
إلاّ زهرة الياسَمين، التي جمعها معهُ تاريخٌ مختلف، فهي مَن ضمَّها لصدره فترةً أطول، وأخبرها أنّهُ لو كان بمقدوره لوهبها عُمْرَه، لكنّهُ ألقى بها سريعاً…

     وكانت حُجّتُهُ؛
-       يؤرقني التفكير بأنّ عطركِ سيغيبُ في يومٍ من الأيّام، كما أخشى عليكِ من الموت بين يديّ..!
     خوفَهُ عليها أقصاها…
فأصبحت تَتْبعُ خُطاه من بعيد، دون إحداث أيّة جَلَبة…

     وحين وصَلَها إعلانه؛ حزِنت دون أن تُظهر ذلك، فالبنفسجُ صديقتُها، والمهنئون كذلك!
تجاهلت الحادثة، وانسحبت بهدوء، داعية الله أن يمُدّ البنفسج بما يكفي من الصبر والجَلَد لاحتمال حياتها الجديدة…

     لكن تساؤلاً بقيت إجابته تؤرقها؛
-       تُرى هل ستذبُلُ زهرة البنفسج بين يديه، أم أنّها تستحقُ الحياة عكس باقي الزُّهور؟!


كتبتْ ذات يوم






من تدوينات مكتوب المرحوم - 2011



لايدري أنها جسد بلا روح... فقد أبت روحها المتمردة الهبوط من تلك السماء 


الخلابة، بالرغم من كل المحاولات... 



لا يدري أن روحها تطوف حوله أينما حلّ وكيفما كان...

على أمل أن تحط في يوم ما بين جنبيه،



وأن تستقر هناك كملكة في عالمه المثير







كم هي حزينة اليوم على تلك المشاعر التي وهبتها لمن لا يستحق، لمن حطّم روحها ثمّ رحل...

فراشة رغبت بالبقاء




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2011

حبيبي…

     كلمة تردد صداها مرات ومرات، ليستقر داخلي على شكل فراشة، فراشة رغبت بالبقاء!
     رغبت بالموت، وقد ماتت فعلا! وياله من موت، موت حلو تارة، وعلقم أطواراً! موت سريع اللحظات، بطيؤها في مرات لا معدودات! موت يجعل صاحبه يحلق إلى اللانهائية أحيانا، ويلقي به إلى الهاوية في أحيان كثر!
     إنه الموت الحق على كل من يملك قلبا، إنه الموت الذي يكتشف فيه الإنسان ذاته، إنه الموت الذي يجعل الإنسان إنسانا.

حبيبي…

     مت فيك، ذقت الحلو والعلقم معك، حلقت وإياك بعيدا، بعيدا، حتى وصلنا إلى تلك النجمة، فقذفت بي من الأعلى لأستقر وحيدة حزينة كئيبة في تلك البقعة المظلمة. 
     أتعرف أين هي تلك البقعة؟ إنها بجانب الفراشة التي ماتت حبا، لا بل عشقا، لا بل تيما!

عَلَى مَا يَبْدُو




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2011

     على ما يبدو أنّهُ عاملها مُعاملةً خاصّة، فهي مِن هؤلاء النُّسوة اللّاتي حرّكن داخلَهُ عاطِفةَ الحب، فتحوّلت إلى رهْبَةٍ وخوف!
     أصبحَ يُحبّ وَصْلَها بصمتٍ، بصمتٍ قاتلٍ! وبانعدامٍ واضحٍ للُغَةِ الأعيُنِ، وكأنّهُ يخشى أنْ يدُلّها على نقاط ضعفه!
     أصبحَ يُنصِتُ إليها بإمعانٍ، ويراقبُ حركاتها باستحياءٍ، ويَسْرَحُ بالمدى طويلاً…
     عبثاً كانت تُحاولُ استدراجهُ للحديث، عبثاً كانت تنجحُ بالحُصولِ على مثلِ ما وهَبَتهُ من مشاعر، لكنّها نجحت بالحصول على مُعاملةٍ خاصَّةٍ منه.
     هل كانت خاصّة فعلاً، أمْ أنّهُ أوهمها بتلك الخصوصية "اللّحظية"، كما هو حالُهُ مع أخريات؟! سؤالٌ لطالما آرقَها…
     قد لا تكون الوحيدة التي حصلت على خصوصيّةٍ ما منه، لكنّها من القلائلِ جداً جداً، اللّاتي استطعنَ تحريكَ عاطفةً ما في قلْبِه، عاطفة سيتأجّجُ نارُها كُلّما ذكَرَها.

أَتُرَاهُ يَذْكُـرْ؟!





من تدوينات مكتوب المرحوم - 2011

      · أرسلَ لها ذاتَ شتاء: صندوقكِ يؤنسُني في لياليّ الرماديّة، فَفيهِ جديلةٌ وقصيدة، وقلبُ امرأةٍ أخلو إليه ساعاتٍ، فيمنحُني بين جدران غُربتي؛ شعوراً آمناً، دافئاً.
· أرسلت له: اِفتح الصُّندوق، وقبّل الجديلة، فهي بحالةِ احتضارٍ.
· ردَّ عليها: جديلتُكِ بين يديّ، أُقَبّلُها لحظةً، وأُحدثُّها أخرى، هي بأحسن حال، لا تزالُ يافعةً، نَضِرَةً، جميلةً.
· أرسلت له في يومٍ غائمٍ بارد: مُهجتي الغائبة، اليوم داعبتني الرّيح، ولامستني قطراتُ غيثٍ مُشاكسة، فَذَكَرتُك… آه يا مهجتي، بقدر سعادتي بهذه الأجواء؛ بقدر حزني، فحبيبي ليس بجواري! أرجوك لا تتركني، وهدّئ قلبي، فهو بحالة هَيَجانٍ…
· لَمْ يُجبها، فأرسلت له: يا أَنيسَ وحشتي، أدمنتُ وصْلكَ فجُد عليّ بحُبٍ وحنانٍ أُخمدُ بهما أشواقي المُلتهبة.

     أرسل لها بعد فترةٍ رسالةً يُوَبّخُها بها على سوءِ ظنّها به، ويسألُها الغياب، فهو لم يعُد يُطِق جيش النّفاق الذي يجري داخلها!


     لَمْ تُطِل التّفكير بشأن هذه الكلمات، فهي افتراءُ هرَّةٍ خبيثة، لطالما أظهرت كَيْدها من حُبّهما، وها هي تنجح بإشعال فتيلِ الفتنة بينهما.

     فآثرت تلك العاشقة الصّمت، وأخفت الحُزن، ورحلت كَيْلا تزدادَ لوْثةً من خبيثةٍ ادَّعت الصّداقة، ومن حبيبٍ منعَهُ كبرياؤهُ مِن تحرّي الحقيقة!

     لكنّ ذِكْرَهُ لا يزالُ يُرافقها، خاصّة في صباحاتِ أيّامهم الأولى، حينَ كان يستيقِظُ على صوتِها، فيشكُرُها ويُرسلُ لها قُبلةً، ثمّ ينطلقُ إلى عمله.

     كانت تَتَبّعُ خطواته الواثقة بعينيها الحالِمتَين، فتدعُوَ الله أن يحْرُسه ويحميه. وتنتظرُ في المساء كلماتٍ اعتادت توقيتها، لطالما خطفت روحَها بسحرها.

     أتُراهُ يعودُ بخيالِهِ لروعةَ الماضي؟ أمْ أنّ تلك الهرّة استطاعت إحالةَ حُبّهِ إلى كُرْه، فتبخّرت أشواقُهُ وذكرياتُه! أتُراهُ يَطْمئنُ على صُندوقها وكُنوزِه، أمْ أنّ الهجْرَ هو الحلُّ لامرأةٍ مُتعددة الألوان! أَتُراهُ يَذكُرُ عينَيْها الدّامعتَين، وشَفتَيْها المُرتَجِفتَيْن يوم وداعِه، أمْ أنّها بنظرِهِ أُنثى أجادت فنَّ التّمثيل!

    بعدَ أنْ كانَ مِلْكَها، فقدتْهُ بفعلِ الغيرةِ والحقد، فلمْ تعُد تملِك سوى طريقٍ تسلكه وحيدةً، بِحَذرٍ من غدْرٍ مُحتَمل.


إلى بحر النسيان




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010

• أرسل لها يسأل: كيف تُمضين الليل أيتها الجميلة؟ وما شعورك لو رافقتك خلاله؟
• أجابته: أُمضيه بلهفةٍ وشوق، وكم تمنيت وجودك جانبي، أمّا عن شعوري حينها؛ ربما سأكون كفراشةٍ مُحلّقة، أو كغيمةٍ ستُمطر.. بالمناسبة؛ قلبي يخبرني أن اسمك منقوشٌ عليه.
• أرسل لها: كم سمعت، وقرأت، وأحسست بكلمات حبٍ وإعجاب، إلاّ أنّ كلماتك تقطرُ صدقاً، ولذّةً، ونقاءً.
• أرسلت له بلهفة: أخبرني بصراحة عن حقيقة مشاعرك تجاهي..
• أجابها: ها أنا أرتاح بالحديث إليكِ، وأُفَضّلُ الجلوسَ معكِ.. الجمالُ في طيبتكِ تمثّل، والأنوثةُ في براءتكِ برزت.

الطّيبةُ والبراءة؛ صفتان ممتعتان للرجل، مدمرتان للمرأة، يستغلهما الرجل لإرضاء غروره، وتدفع ثمنهما غالياً المرأة التي استمعت بصدقٍ لمشاعرها!

وهذا حالُ جميلتنا والوحش الذي يحوم حولها، سَحَرَها بلغة الشعراء، وبأخلاق العظماء، لكنّ لغته وأخلاقه ليسا إلاّ طعماً يستخدمه لاصطياد ضحياته من النساء!

• أرسل لها يوما: أغمضي عينيكِ وفكرّي بأمنية، ثمّ أخبريني بها..
• ردّت عليه: غنّي، أُحبُكَ أن تُغَنّي..

أضاءَ ما بينَ يَدَيْها، داعبَ راحتَيْها بحركته، وأخيراً نَطَقَ بموسيقى خاصّة للحبيب، أجابته..

• قال لها: سَأُغَنّي بالرغم من أنّي طمِعتُ منكِ بأُمنيةٍ غير هذه!
• فسألته: وما الذي أردتَهُ منّي يا حبيبي؟
• أجابها: لَمْ أُرِد! وإنّما حُبّكِ لي يوجِبُ عليكِ أُمنياتٍ أعظم من طلب الغناء!
• قالت له: قصدتُ بالغناء كلماتٍ تُشعرني من خلالها بحبّكَ لي..
• قال لها بضيق: أعرفُ ما قصدتيه! لكنّكِ لستِ بحاجة لذلك! من المُفترض أنّكِ تَتُوقينَ لِما هو أعمق من الكلمات!
• قالت له: حبيبي.. لَمْ أعُد أفهمك!

قطع الاتصال دون إنذار!

• وفي سُكون الليل أرسلت له: خِفتُ أن أغوصَ بأمانيّ فأتخطى الحدود..
• ردّ عليها: إليكِ الضوء الأخضر، بُوحي بأُمنياتك جملةً وتفصيلاً..
• أرسلت له: أتمنّى أن أَحُطّ كفراشةٍ على صدركَ الحنون، وأن أُقتَلَ عليه.
• أرسل لها بعد مُدّة: اعذُريني، غَفَوتُ للحظات.. أُمنيتُكِ أن تُقتلي على صدري؟!
• أجابته: كِناية عن الرغبة في البقاء..

في أصيل اليوم التالي التقيا، بحثت في عينيه عن روحها، لكنّها لم تجد! راقبت تصرفاته، فلَم تتعرف سوى على رجلٍ تُسيطر عليه المظاهر، رجل يهوى النّجومية، رجل يعيشُ حياتان؛ الأولى تحت الأضواء، والثانية مع مُحظياته، حين يُدَغدغُ النعاس جفون مُعجبيه.

• أمسكَ يُمْناها ولثمها، ارتعدت! سألها: متى أشعُرُ بِحُبكِ يا جميلتي؟
• سألته: أَلَمْ تشعُر بهِ بعد؟!
• قال لها بملل: أتُجيبينَ السؤال بسؤال!
• قالت له: أتمنى لو أفهمكَ أكثر!
• قال لها: لَوْ رافقتِني الآن إلى منزلي أتأكدُ من حبك.
• قالت له باستسلام: أنا أُحبك، لكنّي...
• قاطعها: لا تُكملي! أنتِ لا تثقي بي! سأترككِ الآن، وحين تتضحُ صورتي بعينيكِ حدّثيني.

ترَكَها وذهولها! شعرت بسذاجتها، كيف سلّمت قلبها لرجلٍ كهذا؟!

• أرسلت له في المساء: ها أنا أُخيركَ فاختر؛ إمّا أن نُحلّق سويةً ولكن على مرئى من الجميع، أو الابتعاد.
قرّر، ثمّ اختر، وأخيراً أخبرني..
• ردّ عليها: لَم أُوضَع يوماً بزاويةٍ كهذه! كنتُ مستمتعاً معكِ على نحو مختلف، والفراق بعيدٌ عن تفكيري. أنتِ داخلي كما أنتِ.
• أرسلت له: أنا لا أعرفُ إلى الآن ماذا أكونُ داخلك! استطعتَ أخذَ اعترافٍ منّي، ربما لأنّي أحببتُكَ فعلاً.. أنا متأكدة أنّ ما بداخلك ليس حباًّ، لو كان كذلك لبُحتَ به منذُ البداية!
• أرسل لها: مِن حيثُ لا تشعُرين اتهمتيني بالتلاعُب، وأنتِ تعلمي أنّي لو أردتُ لفعلتُهُ بِمَن أشاء.
أنا لستُ كما وصفتِ سيدتي!
• أرسلت له: كُلُّ ما أردتُه سماع كلمة صغيرةٍ تكونُ برّ أمانٍ لفتاةٍ شرقية!

كَمَا توقعت، لَم تحصُل على ردٍّ منه، توحدت عمّا حولها وهي تُفكّر به وبكيفية تعرفها عليه، تذكرت آخر يومٍ من أيّام كانون الأول، والذي يُعَدُّ آخر يومٍ من أيّام السنة، في ذاكَ اليوم قابلتهُ صدفةً في مكانٍ عام، لَمْ تَكُن المرّة الأولى، لكن هذه المرّة أرسلت لها نظراته إحساساً غريباً، أشعلَ الظُنونَ داخلها، لكنّها ما لبِثت أن أطفأتها.

عادت إلى المنزل سعيدة بغموض، يعتريها شعورٌ جميل لكنّه مخيف! دوّنت على ورقة صغيرة: اليوم الأخير من السنة، أنا أُحَلّقُ سعادةً والسببُ مجهول! ثُمّ علّقت الورقة على جدار غُرفتها.

تذكّرت كيف تطور ما بينهما بعد ذلك، وكيف أرسلت له يوماً رسالةً تَصِفُهُ بها بالمحتال، لإنه تلاعب بقلبها الصادق! فردّ عليها بكلماتٍ لَمْ تَعِي دلالاتها إلاّ مُتَأخّراً! قال لها بالرسالة:

• بأسلوبكِ الذي زرعَ الابتسامةَ على شِفاهي تكوّنت في رأسي فكرة مراسلتكِ والرد على كلماتكِ التي تختبئين خلفها كما تختبئ الفكرةُ العبقريةُ في خيالِ طفلٍ مشاكس!
جميلتي؛ بالحب أنتِ جديرة، بالعشق كذلك، بِمنح الصفو لِمن حولك؛ ماهرةٌ حاذقة..
لكن، عبثاً تحاولين أخذ اعترافٍ منّي، عبثاً تحاولين استنطاق لساني الذي أرهقته الكلمات المُنمّقة، عبثاً تحاولين تقييدي.

دُهِشت من ذاكَ السُكْرِ الذي رافقها طيلة تلكَ الفترة! كيف كانت تقرأُ كلماته دون التنبه إلى إيحاءاتها العقيمة!

تذكّرتْ أنّها حلُمَت بهِ قبلَ أيّام، كانا يجلسانِ معاً في مقهى يضُجُّ بالأصوات، عَيناهُما لا تَكُفّانِ عن تأمُّلِ الآخر، والصّمتُ رفيقهما.

بَقِيَ الاتصالُ بينهُما من خلال الأعين، حتى اقتحمَت سُكُونهما فتاةٌ بعَيْنين فيروزيتين تُنيرانِ وجهاً عاجياً يزيّنهُ شعرٌ مُتموّجٌ لونُهُ كاللّيل، فَأشاحَ هو بنظرِهِ إلى تلكَ الفتاة.

استيقظت ولا يزالُ ما رأتهُ في مَنامِها ماثِلاً أمامها، شعرت أنّ هذا الحلم إشارة لها كي تتّخذ خطوةً تُنهي بها علاقتها بذاكَ الوحش صعب الارتواء.

خرجتْ من توحُّدِها، نظرتْ إلى الورقة المُعلّقة على جدار غُرفتها، اقتربت منها، انتزعتها، مزّقتها، وألقت بها وبما تراكم من بعدها في بحر النسيان. 

وانجلى الغبار عن الحقائق




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010


هي متيمة به،
هو محب لذاك التيم!

هي بلهفة وشوق تنتظر الجلوس والحديث معه،
هو يرتاح بذاك الجلوس!

هي تبوح له بحبها بكل طريقة ممكنة،
هو يسألها عن سبب إصرارها لسماع كلمة أحبك!

هي مستعدة للتضحية بأي شيء من أجله،
هو ليس مستعد إلا لفعل ما يتوافق ومصالحه!

هي تتمنى لو يصبح ما بينهما معلنا،
هو يصر على أن يبق ما بينهما سرا!


ثم بلحظة مراضاة، وبصوت حنون،
يخبرها أنها الصديقة والقريبة والحبيبة!

حزنها يمحى،
تعلق بأذنيها كلمة الحبيبة مع صوته الحنون!

تعتقد أنه سيتغير،
وسيتقدم خطوة في العلاقة بينهما،


ولكن؛ سرعان ما تكتشف أن لا جديد في العلاقة،
وسرعان ما تقر بغبائها المستهجن!
نعم غباء مستهجن،

فهي التي بحياتها لم تخطئ الاختيار،
ها هي تخطئ!

وهي التي بحياتها لم تخضع هاهي تخضع!

وهي وهي وهي…،


لا عيب في الخضوع ولا في غيره،
ولكن إن كان لمن يستحق.


لطالما اعتقدت أن الثقة بالرجال أمر مستحيل،
وها هي تتأكد من صحة ذاك الاعتقاد!

مخلوق لا يرتوي..!





من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010


      استمر في ذاك العالم الغريب، يراسلها، ويحدثها، وأخيرا يهجرها! ثم يعود فيراسلها، ويحدثها، فيهجرها! هذا حاله معها ومع أخريات لا معدودات.


     يا له من محتال! يتلاعب بالكلمات فيوقع جميلات عظيمات وغير عظيمات بشباكه السحرية، يوهمهن فيعلقهن ثم ينفض يديه ويسحب بساطه، أو إن صح التعبير؛ أنه يترك نصف الباب مفتوحا، فتجهل الواحدة منهن إن كانت مع رجل أم مع سراب!

     يتواصل معهن من خلف حواجز لا معدودة، فيشعر بالأمان ويحلق مع ضحياته حتى يرضي غروره، ثم يقذف بهن إلى الهاوية.

     إن فقد تلك الحواجز؛ فقد سحره، فقد قدرته على العطاء، فقلبه معاق، ولسانه مربوط، ويديه متشابكتين تصوران رجلا منغلقا كارها! إنه عاجز عن الحب بلا حواجزه التي يختبئ خلفها!

     وهي، وهي عاجزة عن مفارقة هواه، مع علمها بكل ما يحويه من خداع! فهي كغالبية نساء الكون، لا يستهويها سوى فئة الذئاب من الرجال! وما أكبرها من فئة!

     استمر تواصلها معه أشهرا، حلقت فيها أياما، وهامت على وجهها أسابيعا!

     كان تواصلهما ينقطع حينا، وكانت هي على الدوام المبادرة بالعودة! كانت تراه العالم بأسره، إلا أنها تجهل ماذا يراها! كانت تبثه مشاعرها المجنونة بلهفة طفلة تنشد لوالديها، لكنها لا تذكر أنها سمعت منه نشيدا ما! كانت تتأمل عينيه وتبحر بعالمه المليء بالغموض حتى تتوه، لكنها لم تشعر به يوما وهو تائه بعالمها!

     أحبته.. بل تُيّمَت به، لم تعد ترى سواه، ولم تعد تصدق غير أكاذيبه! لم تكن تنظر إليه كباقي الرجال، فهو كامل الأوصاف بلا شك، كانت تشبهه بالمُنَزلين، ولم تكن تعي أن عرش الرحمن كان يهتز من تشبيهها ذاك!

     بقيت هائمة به حتى اصطدمت بصخرة قاسية كروحه التي برعت التمثيل، اصطدمت فاستيقظت على مراحل من حلم جميل آلمَ يقظتها.

     ابتعدت وجرحٌ داخلها لن يلتئم، فهي لا تزال طفلة طاهرة في الحب، ولسوء حظها أنّ الأقدار رمتها بين يدي رجل إدمانه الوحيد المرأة، المرأة بكل أشكالها وألوانها.

     أمضت أسابيعها في بعدها عنه كأنها أشهر، تألمت كثيرا، وأخيرا بدأت تتخلص من إدمانها ذاك.

     إلاّ أنّ ذلك الوغد عاد إليها بقوة كحيوان جائع، وهي استقبلته كطفلة ساذجة لم تعتبر من قصص والدتها! استقبلته كما لم تستقبل أنثى رجلا، وأدمنته حدّ الموت، خدّرها حُبه، فلم تعد تعي أفعالها!

     لكنه ابتعد عنها من جديد! ابتعد بروحه وأبقى ما يدلّ عليه، اشتاقته بشدة، وسألت عنه بكثرة، وصلتها عنه أخبارٌ مؤلمة لأي عاشقة هائمة، لكنها مع ذلك بقيت تشتاقه، وبقيت تنتظر وصله!

     حتى حصلت أخيرا على عنوان له، فأرسلت له تلك المتيمة تسأله عن كيفية إيقافها لعبراتها المتساقطة باستمرار من بعد رحيله، فأجابها وكأنه جُرّد من قلبه: ربما حين تنسيني أو تكرهيني، فأصبح عندك كحارس عمارة لا تربطك به أي رابطة.

     حينها انهمرت عبراتها كشلال، وتمنت لو أنه أجابها بغير هذه الإجابة، لو أنه وصف لها كيف تنساه، لو أنه أخبرها أنه لن يتركها إلا بعد أن يشفيها من مرضها الذي هو سببه، لو أنه أظهر تعاطفه مع قلبها المبتدئ، لو أنه أخبرها أي شيء غير ما أخبرها به.. فقط كي لا يصبح عندها كباقي الرجال الذين كرهتهم باستمرار.

سَتُحِبُهُ بِلَا أَمَلٍ




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010


تَتْبَعُ خُطُاهُ باستمرارٍ
دونَ يأسٍ، دونَ مللٍ، دونَ شعورٍ بالجنونِ
تُنصِتُ بإعجابٍ إلى كلِ ما يتًحدثُ بِهِ
وَتُحبُ كُلَ ما يقومُ بهِ من أفعالٍ
وإن كانَ ذلكَ مِن غيرِهِ
لَما أنصَتَتْ لَهْ ولَما أحَبَتْهُ

تطمَعُ منهُ بفائضٍ مِن الكلماتِ التي لا يقولُها الرجلُ
إلا لِدُمْيَتِهِ الجميلة
وببحرٍ مِن المشاعرِ الحُلْوةِ الصادقة
لكِنَها سُرعانَ ما ترضَى منهُ بِكَلِماتٍ مَعدوداتٍ
لا في العددِ فحسبْ
بَلْ وفي الأحاسيسِ التي تسكُنُها

هِيَ لَمْ تَعُدْ هِيَ
لَمْ تَعُد قادِرَةً علَى السَيْطرَةِ
علَى جُنُونِهَا الهادئ
على عَبَرَاتِهَا المُخْتَبِئات
على انْعِزَالِهَا المُلاحَظ

هُوَ لَم يَعُدْ هُوَ
لَم يَعُدْ يَجْمَعُهُ مَعَهَا ما كانَ يَجْمَعْهُمَا
لَقَدْ أصْبَحَ بَعِيدًا بَعِيدًا
حتى أَصْبَحَ تَوقيتُهُ مُخْتَلِفًا عن توقِيتِهَا
إلا أنَهَا قررت العَيْشَ على توقيتِهِ
قررت الانْعِزَالَ عن عالَمِهَا والتَقَوْقُعَ في عالَمِه

إِنَها تَراهُ العَالَمَ بِأسْرِهِ
إلا أَنَها تَجْهَلُ ماذا يَرَاهَا
إِنَها تَعُدُهُ مُهْجَتَهَا في هَذِهِ الحَيَاة
إلا أنَها تَجْهَلُ ماذا يَعُدُهَا
إِنَها تَرَى خَيالَهُ أَيْنَما وَجهَتْ نَظَرَهَا
إِلا أنَها تَجْهَلُ إن كان يَرَاهَا أو لا يَرَاهَا

إِنَها مَجْنُونَةٌ لا سَيْطَرَةَ لَهَا على تَصَرُفَاتِهَا
وَلَكِنَها تَعْلَمُ أَنَهُ يُحِبُ جُنُونَهَا ذَاكْ
لا بَلْ وَيَسْتَمْتِعُ بِهْ
وَهِيَ سَعِيدَةٌ بِذَلِك
فَهَاهُوَ يُحِبُ شَيْئًا مِنْهَا

آهٍ لـو يــدري




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010

يسألها أن تجود عليه ببعض من أفكارها
ولا يدري أنه يشغل فكرها كله!

يسألها كلمات خاصة تمحو أخرى لامته بها ولا يدري أن اللوم في الهوى حلال

تخبره أنه سينعم بما يريد منها وأنها لن تقدر يوما على تجاهل رغباته

يؤنبها بعد فترة ويخبرها أنها تتجاهل رغبته فلا هي أوفت بوعدها ولا هي اعتذرت!

ولا يدري أنها ترسل له كل يوم آلاف الكلمات والإشارات العامة الخاصة،
عبر ذاك العالم، ذاك العالم الذي لطالما نعتته بالغريب!

لايدري أنها جسد بلا روح
فقد أبت روحها المتمردة الهبوط من تلك السماء الخلابة،
بالرغم من كل المحاولات
 لا يدري أن روحها تطوف حوله أينما حل وكيفما كان على أمل أن تحط في يوم ما بين جنبيه وأن تستقر هناك كملكة في عالمه المثير

ولا يدري أن روحه كذلك تطوف حولها فهاهي تشعر بها على ذاك الجدار الغني من مملكتها الصغيرة هاهي تشعر بها على صفحات مذكراتها الممتلئة
هاهي تشعر بها في الأبنية التي حل بها،
وعلى أرصفة الشوارع التي فقدت شرف سيره عليها،

وفي هذا المطعم الذي لاقته به أول مرة،
وفي ذاك المقهى الذي ودعته به آخر مرة

لايدري أنه يمتلك روحا شقية ترافقها أينما حلت في منازل صديقاتها، وأثناء لقاءاتها العائلية!
حتى أصبحت روحا تسري في جسدها لا الجسد قادر على طردها، ولا الروح راضية بالعدول عما بدأته
آه لو يعود ذاك اليوم الذي ودعته به في المقهى آه لو يعود؛ كي تضمه إلى صدرها بعنف
 كي تقبله قبلة عتاب تارة، وقبلة شوق تارة أخرى
آه لو يعود؛ كي تمسك بيديه وتنظر إلى عينيه
وتقسم له أنها لن تنسه يوما، وأنها لن تتخذ غيره حبيبا
كي تخبره أنها ستنتظره حتى إن لم يعدها هو بذلك 
أنها ستنتظره لعله يعود يوما
ويكمل تلك القبلة التي بدأها في حلم غير مكتمل

آه لو يدري ذاك الحبيب أنها تستيقظ كل يوم على أمل
أن يكون قد رآها في منامه كما رأته على أمل أن يكون ذكرها في هذا اليوم كما ذكرته

وأكثرما تأمله تلك المتيمة؛
أن يكون من هؤلاء الذين سيسألون عنها بصدق واستمرار

فراغُها مليءٌ بأخريات



من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010



في يوم ميلاد حبيبها
أهلها يغادرون البلاد
فتسهر مع جدتها حتى طلوع الصباح
في يوم ميلاد حبيبها
تمازح إخوتها في الظلام
ثم تشرب القهوة والسيجار!
وتقرأ كتابات الأيام على جدتها المتألقة
بالرغم مما عانته من الزمان
في يوم ميلاد حبيبها
تفعل كل ما يخطر على بال إنسان
إلا معايدة حبيبها في يومه الخاص
وهي التي كانت تودع الأشهر باسمة فرحة
لاقتراب شهره الربيعي
وهي التي كانت تسهر وتخطط
للطريقة التي ستحتفل بها وإياه في يومه المقدس
ها هي تبتعد في يومه السعيد
وكلّها ثقة أنّ فراغها عنده
سيُملأ على الفور بأخريات أخريات أخريات

أحـب حـبـكِ لـي..!




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2009

      في عالم غريب حيته، عالم لا صوت ولا صورة فيه، عالم مليء بالكتابة، إذا مليء بالشكوك، فبهذا العالم؛ لا صوت نسمعه فنميز صدقه من كذبه، ولا ابتسامة نراها فنكتشف نقاءها من دهائها، ولا عينين نتأملهما فتصلنا لهفتهما أو برودهما.


     رد عليها التحية بأحسن مما حيته، أنبته قليلا على موضوع سابق بينهما، وأخبرته أنه كان قاس بالحكم عليها، وأن ذاك الموضوع لم يكن سوى اختلاف في وجهات النظر، شرح لها سبب قساوته عليها، ثم سألها إن كانت إلى ذاك الحد قد انزعجت مما بدر منه، أخبرته أنها غير منزعجة، وأنها أساسا لا تقدر على ذلك! سألها عما يمنعها عن الانزعاج منه، أجابته؛ معزتها له واحترامها لشخصه، طلب منها أن تشرح له معنى المعزة.

·        قالت له: تولد المعزة يا صديقي؛ حين نشعر أن شخصا ما أصبح يؤثر علينا بشكل إيجابي، ولكن كي تكبر تلك المعزة؛ يجب أن نحب ذاك التأثير، تولد كذلك حين نحب شخصا ما، حبا ليس كحب هذه الأيام، بل هو حب أسما وأطهر، حب ملؤه الاحترام والتقدير.
·        سألها: ولم لا يكون حبك لي هو حب هذه الأيام؟
·        سألته: ما الذي تريد أن تصل إليه يا صديقي؟!
·        قال لها: لا تخافي يا صغيرتي؛ إنني أحاول فتح حوار معك، فقط لا غير، وأريدك أن تعلمي أن الثقة هي مفتاح ذاك الحوار.
     هكذا كانت بداية حوارهما، بداية لم تنته بعد، ولا تعرف هي كيف ستكون نهايتها، ولكنها تتمنى ألا تكون نهاية محبطة لأي منهما.
     في حوارهما، طلب منها أن تخبره كذلك عن تاريخها مع الحب، قالت له؛ سأخبرك شريطة أن تخبرني أنت كذلك، قال لها؛ لك ما أردت، أخبرته عن أمور كثيرة، ولكن لم تدخل بالتفاصيل، طلبت منه أن يفي بوعده، ولكنه اكتفى بقوله:
·        لي مع الحب تاريخ طويل، ولكنني رجل لا يصلح للحب.
·        سألت نفسها: لم يخبرني بذلك؟! هل يطلب مني الابتعاد؟ ولكنني لم أوحي له بشيء ما!
·        قالت له: أخبرني عن تاريخك مع الحب يا صديقي.
·        لم يرد عليها، بل قال لها: أنت تحبينني، ولكنك لا تريدين إخباري بذلك!
·        سألته: إلى ماذا تريد أن تصل؟!
·        أجابها: إنني أفتح لك المجال، فقط لا غير.
·        قالت له: لم أعد أفهم شيئا!
     كانت في ذهول تام من تلك اللهجة بالكلام! حدثت نفسها:
·        قد أكون أحببته في يوم من الأيام، ولكنني لم أظهر له شيئا، ثم إنني بالقوة تخلصت من حبه، وسعدت بذلك، فقد كسبت صديقا.. لو أعرف إلى ماذا يهدف من فتحه لذاك الموضوع الآن؟! ولم هو مهتم بمعرفة حقيقة مشاعري؟! إن كان يريد شيئا ما بالفعل، فلم لا يبدأ هو وبشكل مباشر؟ أو ليعد إلى صداقتنا السابقة.. أو حتى ليبتعد بلطف وهدوء.. أم أنه يريد التلاعب بقلب فتاة محبة؟!
     انتهى الحوار بينهما دون أن تجبه عن سؤاله، ولكن بعد أن كتب لها بعض الكلمات التي أعادت ثقتها به من جديد، سهرت ذاك اليوم وهي تحكي عن مشاعرها تجاهه لورقة بيضاء كبياض روحها.
     بعد يومين؛ أرسلت له كلاما لطيفا عبر عالم شبيه بذاك العالم الغريب، اتصل بها، وأصبحا يتحدثان، ولكن هذه المرة عبر عالم أقل غرابة.
·        سألته: من سلطك علي؟
·        أجابها: حبك سيدتي.
·        قالت له: من اليوم احذر رؤيتي، فقد…
·        قاطعها: قد تتحولين إلى نمرة، مثلا؟
     كانت الدعابة مسيطرة على أغلب حديثهما، قالت له أنها كتبت شيئا عما دار بينهما من حوار في تلك الليلة، وقالت له أنها سترسله له كي يقرأه.
     مما كتبته في تلك الليلة؛ أنها أحبته، وأنها دفنت ذاك الشعور منذ زمن، ولكن نبشه للموضوع أعاد شعورها من جديد، ومما كتبته كذلك؛ أنها إن باحت له بحبها، ستنزل مرتبة أو أكثر، وطلبت منه ألا يشعر بالحرج، وأن يصارحها بحقيقة مشاعره تجاهها، حتى لو كانت عكس مشاعرها.
     أرسل لها كلاما عبر ذاك العالم الغريب، الشبيه بسابقه، يشكرها فيه على حبها الصادق له، أصبحا يتبادلان الكلام عبره، مما قاله لها:
·        أنت لا تعرفينني جيدا يا صغيرتي، أريدك أن تحبينني وأن تذوبي في خطوط يدي.
·        قالت له: الآن جاء دورك لتحدثني عن حقيقة مشاعرك.
·        قال لها: أحب حبك لي.
·        فكرت قليلا، ثم قالت لنفسها: يا له من محتال! إنه يتلاعب بالكلمات وبالمشاعر كذلك! ماذا عساي أفهم من هذا؟! "أحب حبك لي"! قد تعني أحبك، وقد تعني لا! لم لا يخبرني بالحقيقة؟! لم لا يخبرني أنه لا يراني كحبيبة؟ وأنا من جهتي سأبتعد، لا بل سأختفي.
·        سألت نفسها: ماذا لو التقيته قريبا في العالم الحقيقي؟ كيف سأضع عيني في عينيه؟ كيف سؤحييه بابتسامة صادقة صادرة من القلب؟!
·        ثم قالت لنفسها: لقد أصبح يعرف عني كل شيء، أما أنا فلا أعرف عنه سوى أنه أحب فتاة بشعر غجري ووجه دائري!