Friday 6 July 2012

أحـب حـبـكِ لـي..!




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2009

      في عالم غريب حيته، عالم لا صوت ولا صورة فيه، عالم مليء بالكتابة، إذا مليء بالشكوك، فبهذا العالم؛ لا صوت نسمعه فنميز صدقه من كذبه، ولا ابتسامة نراها فنكتشف نقاءها من دهائها، ولا عينين نتأملهما فتصلنا لهفتهما أو برودهما.


     رد عليها التحية بأحسن مما حيته، أنبته قليلا على موضوع سابق بينهما، وأخبرته أنه كان قاس بالحكم عليها، وأن ذاك الموضوع لم يكن سوى اختلاف في وجهات النظر، شرح لها سبب قساوته عليها، ثم سألها إن كانت إلى ذاك الحد قد انزعجت مما بدر منه، أخبرته أنها غير منزعجة، وأنها أساسا لا تقدر على ذلك! سألها عما يمنعها عن الانزعاج منه، أجابته؛ معزتها له واحترامها لشخصه، طلب منها أن تشرح له معنى المعزة.

·        قالت له: تولد المعزة يا صديقي؛ حين نشعر أن شخصا ما أصبح يؤثر علينا بشكل إيجابي، ولكن كي تكبر تلك المعزة؛ يجب أن نحب ذاك التأثير، تولد كذلك حين نحب شخصا ما، حبا ليس كحب هذه الأيام، بل هو حب أسما وأطهر، حب ملؤه الاحترام والتقدير.
·        سألها: ولم لا يكون حبك لي هو حب هذه الأيام؟
·        سألته: ما الذي تريد أن تصل إليه يا صديقي؟!
·        قال لها: لا تخافي يا صغيرتي؛ إنني أحاول فتح حوار معك، فقط لا غير، وأريدك أن تعلمي أن الثقة هي مفتاح ذاك الحوار.
     هكذا كانت بداية حوارهما، بداية لم تنته بعد، ولا تعرف هي كيف ستكون نهايتها، ولكنها تتمنى ألا تكون نهاية محبطة لأي منهما.
     في حوارهما، طلب منها أن تخبره كذلك عن تاريخها مع الحب، قالت له؛ سأخبرك شريطة أن تخبرني أنت كذلك، قال لها؛ لك ما أردت، أخبرته عن أمور كثيرة، ولكن لم تدخل بالتفاصيل، طلبت منه أن يفي بوعده، ولكنه اكتفى بقوله:
·        لي مع الحب تاريخ طويل، ولكنني رجل لا يصلح للحب.
·        سألت نفسها: لم يخبرني بذلك؟! هل يطلب مني الابتعاد؟ ولكنني لم أوحي له بشيء ما!
·        قالت له: أخبرني عن تاريخك مع الحب يا صديقي.
·        لم يرد عليها، بل قال لها: أنت تحبينني، ولكنك لا تريدين إخباري بذلك!
·        سألته: إلى ماذا تريد أن تصل؟!
·        أجابها: إنني أفتح لك المجال، فقط لا غير.
·        قالت له: لم أعد أفهم شيئا!
     كانت في ذهول تام من تلك اللهجة بالكلام! حدثت نفسها:
·        قد أكون أحببته في يوم من الأيام، ولكنني لم أظهر له شيئا، ثم إنني بالقوة تخلصت من حبه، وسعدت بذلك، فقد كسبت صديقا.. لو أعرف إلى ماذا يهدف من فتحه لذاك الموضوع الآن؟! ولم هو مهتم بمعرفة حقيقة مشاعري؟! إن كان يريد شيئا ما بالفعل، فلم لا يبدأ هو وبشكل مباشر؟ أو ليعد إلى صداقتنا السابقة.. أو حتى ليبتعد بلطف وهدوء.. أم أنه يريد التلاعب بقلب فتاة محبة؟!
     انتهى الحوار بينهما دون أن تجبه عن سؤاله، ولكن بعد أن كتب لها بعض الكلمات التي أعادت ثقتها به من جديد، سهرت ذاك اليوم وهي تحكي عن مشاعرها تجاهه لورقة بيضاء كبياض روحها.
     بعد يومين؛ أرسلت له كلاما لطيفا عبر عالم شبيه بذاك العالم الغريب، اتصل بها، وأصبحا يتحدثان، ولكن هذه المرة عبر عالم أقل غرابة.
·        سألته: من سلطك علي؟
·        أجابها: حبك سيدتي.
·        قالت له: من اليوم احذر رؤيتي، فقد…
·        قاطعها: قد تتحولين إلى نمرة، مثلا؟
     كانت الدعابة مسيطرة على أغلب حديثهما، قالت له أنها كتبت شيئا عما دار بينهما من حوار في تلك الليلة، وقالت له أنها سترسله له كي يقرأه.
     مما كتبته في تلك الليلة؛ أنها أحبته، وأنها دفنت ذاك الشعور منذ زمن، ولكن نبشه للموضوع أعاد شعورها من جديد، ومما كتبته كذلك؛ أنها إن باحت له بحبها، ستنزل مرتبة أو أكثر، وطلبت منه ألا يشعر بالحرج، وأن يصارحها بحقيقة مشاعره تجاهها، حتى لو كانت عكس مشاعرها.
     أرسل لها كلاما عبر ذاك العالم الغريب، الشبيه بسابقه، يشكرها فيه على حبها الصادق له، أصبحا يتبادلان الكلام عبره، مما قاله لها:
·        أنت لا تعرفينني جيدا يا صغيرتي، أريدك أن تحبينني وأن تذوبي في خطوط يدي.
·        قالت له: الآن جاء دورك لتحدثني عن حقيقة مشاعرك.
·        قال لها: أحب حبك لي.
·        فكرت قليلا، ثم قالت لنفسها: يا له من محتال! إنه يتلاعب بالكلمات وبالمشاعر كذلك! ماذا عساي أفهم من هذا؟! "أحب حبك لي"! قد تعني أحبك، وقد تعني لا! لم لا يخبرني بالحقيقة؟! لم لا يخبرني أنه لا يراني كحبيبة؟ وأنا من جهتي سأبتعد، لا بل سأختفي.
·        سألت نفسها: ماذا لو التقيته قريبا في العالم الحقيقي؟ كيف سأضع عيني في عينيه؟ كيف سؤحييه بابتسامة صادقة صادرة من القلب؟!
·        ثم قالت لنفسها: لقد أصبح يعرف عني كل شيء، أما أنا فلا أعرف عنه سوى أنه أحب فتاة بشعر غجري ووجه دائري! 

No comments:

Post a Comment