Friday 6 July 2012

سَتُحِبُهُ بِلَا أَمَلٍ




من تدوينات مكتوب المرحوم - 2010


تَتْبَعُ خُطُاهُ باستمرارٍ
دونَ يأسٍ، دونَ مللٍ، دونَ شعورٍ بالجنونِ
تُنصِتُ بإعجابٍ إلى كلِ ما يتًحدثُ بِهِ
وَتُحبُ كُلَ ما يقومُ بهِ من أفعالٍ
وإن كانَ ذلكَ مِن غيرِهِ
لَما أنصَتَتْ لَهْ ولَما أحَبَتْهُ

تطمَعُ منهُ بفائضٍ مِن الكلماتِ التي لا يقولُها الرجلُ
إلا لِدُمْيَتِهِ الجميلة
وببحرٍ مِن المشاعرِ الحُلْوةِ الصادقة
لكِنَها سُرعانَ ما ترضَى منهُ بِكَلِماتٍ مَعدوداتٍ
لا في العددِ فحسبْ
بَلْ وفي الأحاسيسِ التي تسكُنُها

هِيَ لَمْ تَعُدْ هِيَ
لَمْ تَعُد قادِرَةً علَى السَيْطرَةِ
علَى جُنُونِهَا الهادئ
على عَبَرَاتِهَا المُخْتَبِئات
على انْعِزَالِهَا المُلاحَظ

هُوَ لَم يَعُدْ هُوَ
لَم يَعُدْ يَجْمَعُهُ مَعَهَا ما كانَ يَجْمَعْهُمَا
لَقَدْ أصْبَحَ بَعِيدًا بَعِيدًا
حتى أَصْبَحَ تَوقيتُهُ مُخْتَلِفًا عن توقِيتِهَا
إلا أنَهَا قررت العَيْشَ على توقيتِهِ
قررت الانْعِزَالَ عن عالَمِهَا والتَقَوْقُعَ في عالَمِه

إِنَها تَراهُ العَالَمَ بِأسْرِهِ
إلا أَنَها تَجْهَلُ ماذا يَرَاهَا
إِنَها تَعُدُهُ مُهْجَتَهَا في هَذِهِ الحَيَاة
إلا أنَها تَجْهَلُ ماذا يَعُدُهَا
إِنَها تَرَى خَيالَهُ أَيْنَما وَجهَتْ نَظَرَهَا
إِلا أنَها تَجْهَلُ إن كان يَرَاهَا أو لا يَرَاهَا

إِنَها مَجْنُونَةٌ لا سَيْطَرَةَ لَهَا على تَصَرُفَاتِهَا
وَلَكِنَها تَعْلَمُ أَنَهُ يُحِبُ جُنُونَهَا ذَاكْ
لا بَلْ وَيَسْتَمْتِعُ بِهْ
وَهِيَ سَعِيدَةٌ بِذَلِك
فَهَاهُوَ يُحِبُ شَيْئًا مِنْهَا

No comments:

Post a Comment