Saturday 7 July 2012

مُحَاوَلَةٌ لِلْكِتَابَة…


من تدوينات مكتوب المرحوم - 2012

    هي مقابلةُ العمل الثّالثة خلالَ أربعة أسابيع، خرجتُ منها بانطباع أفضل من سابقاتها، أرجو أنْ أكون تركتُ عندهم الانطباع ذاته.
     ها هو الأملُ يتلبسني من جديد… الهواءُ مُنعشٌ في الخارج، أم أنّ فرحتي اللّحظية هي التي تشعرني بذلك، لستُ أدري!
     أمامي ساعةٌ من التخبُّط ثم ألاقي الأستاذ "ناقص هزيمات" كما لقبتْهُ مرآتُه ذات ليلة، لكنّهُ حين صرّح لمن حوله عن اسمه الجديد؛ اتفق الجميع على أن لا يُصدّق المرايا أبداً، فالحقيقة تعاكسها دوماً.
     مضت الساعة وأخيراً، توجّهتُ إلى مسرح عمّون في العبدلي، حيثُ يتواجد الكاتب السّاخر لصحيفة الدستور الأستاذ كامل نصيرات على الدوام، هكذا شعرتُ حين هاتفته لتأكيد موعدنا قبل ساعة، فأخبرني أنّهُ هناك!
     لقائي به سيكونُ للتناقش حول محاولاتي في الكتابة، ولمساعدتي بتحسين أسلوبي، وبالمضيّ قدماً للتميز في هذا العالم المثير.
     غيرُ طبيعيةٍ أزمةُ السّير هذه! لعلّ حادثاً أليماً خلقها، هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا في طريقي إلى المسرح، لكن سائق التكسي الذي يقلُني، نفى ذلك حين فتح شباكه لتحية شباب متحمس في سيارة مكتظة، وللدعاء لهم بالتوفيق. هي مباراةُ كرة قدمٍ أخرى إذاً، أكرهُ هذه المباريات، وأفشلُ بفهم عُشّاقها! لا بأس؛ فالاختلاف مطلوبٌ لإكمال الحياة.
     ها أنا أصلُ إلى المسرح، صعدتُ درجات المبنى الذي يضمه، لألاقي الأستاذ كامل وآخرين لا أعرفهم، وقبل أن نجلس للتحدث؛ اقترح عليّ أن نسير إلى دكانٍ صغيرٍ مجاورٍ للمسرح، كي نجلب قهوةً نحتسيها أثناء النقاش.
     اشتركنا بطلبنا للقهوة، لكننا اختلفنا بوجهها، فهو يمقت الوجوه، أما أنا؛ فأحتار برسمها على حسب المزاج، والاختلاف لم يفسد لذّة النكهة.
     عدنا إلى المسرح، كان خالياً إلاّ من بضعةِ أشخاص، جلسنا في مكتبٍ نورُه خافت، أشعلَ سيجارتَهُ، ثم سألني إن كنت أدخن، فلم أعرف كيف أُجبه! نعم أم لا! أم كلا الأمرين، لستُ أدري..! الرغبة تقتلني لنيل هذا الملعون، لكن أعين المنتظرين لكل فعل مثير تترصّد لي وتسجل كل أفعالي، أو بالأحرى؛ تكتفي برصد ما تقرّرُ أنهُ سلبي!
     استمر بالتدخين لوحده، واكتفيتُ أنا باستنشاق المنبعث من سيجارته، وبدأ يحدثني عن الكتابة وفنونها، وعن ضرورة الوصف والتنبيه على أدق التفاصيل، فهي مطلوبةٌ أحياناً، وعن أهمية مواصلة القراءة، والتركيز خلال هذه العملية، ثم قرأ بعضاً من كتاباتي، وتناقشنا بشأنها، وأخيراً طلب مني كتابة كلماتٍ تصفُ ما دار بيننا بأسلوبٍ مختلف عما اعتاده بكتاباتي السابقة.
     منحني وقتاً لإنهاء الكتابة، ثم وقف وتوجه إلى حشدٍ من الوجوه كانت قد ملأت المسرح، وتركني وقلمي والخوفُ من إخفاقٍ جديد يملأُ مخيلتي.


الأحد- 6/ 5/ 2012
    

1 comment:

  1. وبطبيعة الحال كتبتي هذا الكلمات أيتها الرائعة

    ReplyDelete