الطفل بلال: رغبة عارمة بدخول المدرسة تعيقها حالة مرضية تحتاج لزراعة خلايا جذعية

الغد - عمان - رغبةٌ يوميةٌ لا يملُّ بلال، ابن الخمسة أعوام، من إبدائها لوالدته، تُقابل بالرفض منها، ومن المحيطين به، فلا يكون منه سوى الاتجاه إلى زاويةٍ في إحدى غرف المنزل، جاراً حقيبته المدرسية العملاقة، مقابل حجمه الضئيل، وكأنّهُ يجرُّ أذيال خيبةٍ قاسيةٍ لا تود فراقه، يخرجُ من خيبته باللّعب بسيارة "جيب" حمراء، يحلمُ بقيادة مثلها مستقبلا.
تقول أم بلال "أشعر بالحزن تجاه ابني، فرغبته بالالتحاق بالمدرسة، كأبناء جيله، تزداد يوما بعد يوم، ونحن لا نملك سوى الرفض، فمرضه يمنعه من ذلك".
ولِد بلال بـ"شَفَةٍ أرنبية، وسقف حلقٍ مشقوق"، وبعد فترةٍ اكتُشف أنّه يعاني من بطءٍ في النمو، أُجريت له عدّة عمليات، لم تنجح سوى بتحسين شَفَته، أمَّا سقف حلقه فبقِيَ مفتوحاً، ليؤثر على نطقه بشدّة، ويُسَرّب السوائل إلى أُذنيه، فيُضاعف مصيبته بحجب جزءٍ مما يسمع".
حاولت أم بلال، إلحاق ابنها بإحدى الحضانات القريبة منها بمخيم البقعة في لواء عين الباشا، لكنّ الحضانة، وكما توقعت الوالدة، رفضت تحمل عبء طفلٍ قد يسبب لها المتاعب، فقررت أخيراً إرساله إلى مركزٍ لتلقي جلسات علاجٍ بالنطق، وبالرغم من ارتفاع سعرها، إلاّ أنّ المركز رفضه كذلك.
الأطباء والقائمون على الحضانة والمركز، اقترحوا على أم بلال، حلاًّ واحداً لا بديل عنه، سيحلّ له كثيراً من مشاكله، وهو سد الفتحة في سقف حلقه، لكنّ المشكلة أن سقف حلقه مليء بالألياف، وخالٍ من الأنسجة، وهو بحاجةٍ لعملية زراعة خلايا جذعية، تساعد في نمو أنسجته من جديد، إلاّ أنّ تكاليفها مرتفعة جداً، وتعجز عائلة الطفل عن تأمينها.
تشكو أم بلال قائلة "نحن عائلة مكونة من ستة أفراد، تضُمّ أطفالاً أربعةً، بلالٌ ثالثهم بالترتيب، وزوجي عامل نظافة لدى أمانة عمان الكبرى، يحصل على مبلغ 300 دينارٍ شهريا، بالإضافة إلى 25 ديناراً من التنمية الاجتماعية، مخصصة لبلال، وهو مبلغٌ لا يكفي شيئا".
في فصل الشتاء تزداد معاناة بلال وعائلته، حيث يتغير عليه الجو، فتصيبه الأزمة الصدرية وتزداد السوائل بأذنيه، وتلازمه السخونة، ما يضطره ووالدته للبقاء في المستشفى أغلب أيّام الشتاء. وتصف الأم المكلومة فَلَذة كبدها بلال، بالأذكى بين إخوانه، والأكثر تعاونا في شؤون المنزل معها، وأنّه يفيض بالحنان لمن حوله، وتعلق قائلة "أحمد الله أنّ تعبي عليه أثمر بسلوكه على الأقل".
وتختم حديثها، إلى "الغد"، بمناشدة أهل الخير، للتعاون معها بعلاج ابنها بلال، حتى يبدأ حياته من جديد.

نشر : 24/10/2011

* تجدون القصة كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:

http://alghad.com/index.php/article/507237.html


No comments:

Post a Comment