عائلة "أم محمد".. الأمراض تداهم أفرادها والديون تثقل كاهلها

الغد - عمان- في منزلٍ خالٍ من الأثاث، عارٍ من الجدران في كثيرٍ من زوايا سطحه، تحفر مساحات من أرضه مياه ملوثة تتسلل من الخارج.. تقطن عائلة "أم محمد"، المكونة من تسعة أفراد.
وتتوزع عائلة أم محمد صيفاً على ثلاث غرف فارغة إلا من أنفاسهم، فيما يتجمعون شتاءً في الغرفة الأكثر أماناً من الريح، والأمطار المتساقطة بغزارة في قلب المنزل.
هذه حال أم محمد، التي تقيم في أحد منازل مخيم البقعة بلواء عين الباشا، حال يشاركها فيه الكثير من سكان المخيم، إلاّ أنّها تزداد عن بعضهم بحجم المصيبة، فكأنه لا يكفيها نكبتها بـ"الخربة" التي تأويها وأسرتها، بل ها هو المرض يهاجم أفراد العائلة، الواحد تلو الآخر.
فأم محمد، مصابة بالربو القصبي تبلغ كلفة أدويتها ما يقرب من 85 دينارا شهرياً، تدفعها بمساعدة أهل الخير. أمّا ابنها البالغ من العمر 12 عاماً، فهو مصاب بالتهابٍ مزمنٍ بالقصبات وارتدادٍ بالمريء، فيما يشكو شقيقه ابن 14 ربيعاً من التهاب بالكبد، وفق أم محمد التي أكدت أنها أوقفت علاجهما لـ"عدم" قدرتها على تحمل نفقات العلاج.
أمّا بكرها، ابنة 19 ربيعا، فتعاني من ارتدادٍ في الحالب، وقد استؤصلت منذ زمن كليتها اليسرى، فأضحت بكلية وحيدة، يساعدها بالعلاج صندوق المعونة الوطنية بـ40 ديناراً شهرياً، تصرف لها كحالة إنسانية.
وها هي ابنتها اليوم تعاني المرض وتبعاته، التي فرضت عليها التأخر بالدراسة، لترافق أختها في الثانوية العامة "التوجيهي"، بدل أن ترافق صديقاتها اللواتي اجتزن هذه المرحلة.
لم يتوقف المرض في منزل أم محمد عند هذا الحد، بل اقتحم جسد رب الأسرة أبو محمد، ليسبب له عجزا بنسبة 80 %، إثر تعرضه لحادث سير تسبب له بضمور في عضلات الفخذ الأيسر، وآلام مزمنة في الركبة اليسرى، بالإضافة إلى آلام قاسية أسفل الظهر، وخدران في الطرف الأيمن، ما جعله يلازم المنزل أغلب الوقت.
عائلة أم محمد، بلا دخلٍ شهري، فهي تعتاش على ما يتبرع به أهل الخير من مال وغذاء، بالإضافة إلى تعاون الجيران الذين يذكرونهم بالطعام والشراب، بين الحين والآخر. وما تحصل عليه من موادٍ تموينية من دائرة الشؤون الفلسطينية كل ثلاثة أشهر، لا تكفي عائلتها الكبيرة.
تقول أم محمد "المصائب تداهمني من كل جانب، أمراض عائلتي من جهة، والمنزل الذي يهددني صاحبه بطردي وعائلتي منه من جهة أخرى، والديون المتراكمة عليّ من جهة ثالثة!".
أم محمد مدينة بما يقارب الـ1000 دينار، 110 دنانير بدل إيجار منزل متراكم منذ شهرين، و80 للكهرباء، وحوالي 135 للماء، بالإضافة إلى رسوم توجيهي لابنتيها تصل إلى 50 دينارا، وديون متفرقة تبلغ نحو الـ500 دينار!
وليس على هذه العائلة المنكوبة سوى الانتظار إلى أن يفرجها الله عز وجل عليهم، بحسب أم محمد.

نشر : 10/10/2011

* تجدون القصة كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:

http://alghad.com/index.php/article/504072.html


No comments:

Post a Comment