عائلة اليتيمة ضحى: فقر وضيق ذات يد تفاقمها جنسية الوالد المصرية

الغد - عمان- ضُحى؛ فتاةٌ متقدةُ الذّكاء، عاليةُ التهذيب، تمتلكُ رصيداً مُذهلاً من الأنفة والإباء، وكأنهما الصفتان الرئيسيتان اللّتان تشربتهُما من والدها، الذي تُوفي إثر جلطةٍ مباغتةٍ، وهي في عمر الشهرين، فكانتا سلاحها في مواجهة مصاعب الحياة.
التقيتُها وابن خالِها اليتيم كذلك، في حفلٍ لإفطار الأطفال الأيتام، في رمضان الماضي، تحدثتُ معهما طويلاً، ثم شاركتُهُما تناول طعام الإفطار، والتقطتُ لهما الصّور، زرت والدة ضحى الأرملة، حيث تقطن العائلة في حي الدبايبة، وكانت ضُحى وأخواها، محمد وأوان، في المدرسة. فاستقبلتني الوالدة.
أخبرتني والدةُ ضُحى، البالغة من العمر 45 عاماً، والتي تُعاني من مرضَي السكري والضغط؛ أنّ التنمية الاجتماعية قطعت عنها المبلغ الذي كانت تحصل عليه، وهو 60 ديناراً، فلم تعُد تحصل سوى على 90 ديناراً من لجنة الزّكاة، تدفعُ 40 منها أجرةً لمنزلٍ يأويها وأطفالها، عبارة عن غرفتين، إحداهُما خالية بدون أثاثٍ، يملؤها البرد، والأخرى دافئة بأنفاسهم، فهم يستغلونها للأكل والدراسة والتسامُر ثُمّ النّوم.
فلا يتبقى من مبلغ اللّجنة سوى 50 ديناراً، تستدين فوقها ما يقرب 15 ديناراً لتسُد فاتورتَي الكهرباء والماء، وهكذا ينفُدُ المالُ الذي بحوزتها، فتضطرُّ إلى الاستدانة من جديد لتُكمل الشهر الطويل، والآن هي مدينةٌ لمن حولها بما يقرب 300 دينار، لا تعرف كيف ستُعيدها!
وحين سألتُ والدة ضُحى عن رغبةٍ تَوَدُّ تحققها، أجابتني "ما أرغبُهُ بالفعل؛ ضَمّ أبنائي إلى دفتر العائلة، ليأخذوا حقوقهم كمواطنين أردنيين، فوالدهم مصري الجنسية، وهذا يسبب لي الكثير من العناء".

نشر : 12/12/2011

* تجدون القصة كذلك على الموقع الإلكتروني لصحيفة الغد:

http://www.alghad.com/index.php/portal/alghad-al-ordoni/article/516515/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%87-%D8%B6%D8%AD%D9%89-%D9%81%D9%82%D8%B1-%D9%88%D8%B6%D9%8A%D9%82-%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%87.html



No comments:

Post a Comment