Friday 6 July 2012

لَيْتَنِي أَسْتَطِيعْ…





من تدوينات مكتوب المرحوم - 2011

      جميلةٌ أنتِ بشعركِ الغجري، ساحرةٌ بعينيكِ الخجولتَين، جذّابةٌ بابتسامتكِ البريئة، ناعمةٌ بأسلوبكِ، حسّاسةٌ بمشاعركِ، لطيفةٌ بخُلُقكِ..
     تختصرين نساء الكون بنظرةٍ من عينيكِ اللَّوْزيَتَين، وكلمةٍ من شفتيكِ المُمْتلئتين، ولمسةٍ من يديكِ الدافئتين..
     أنتِ ملاكٌ يسيرُ في الكون، وأنا بشرٌ عاجزٌ عن الحراك.. أنتِ ماضٍ جميل، وأنا مستقبلٌ موقوف.. أنتِ سيدةُ الكون، وأنا لستُ إلا عاشقةٍ تسألُكِ الرحيل..

     لَمْ أركِ من قبل، لكنّ أمواجَ البحر رسمتكِ لي، وأخبرتني عن حبيبكِ الأوّل..
     أنتِ الآن بعيدةٌ عنه، فَلِمَ تواصِلين تعذيبَهُ؟! فُكّي أَسْرَه، دَعِيه يتحرر، دَعِيه يُحلّق، دَعِيه يصطدم بي.. تَكْتَفِينَ الآن بحبٍ محيطٍ بكِ، وهو بحاجةٍ لحُبٍ يُحيطُ به ويحتويه، اترُكيهِ إذاً! ابتَعِدي عنه، دَعِيه ينطلق..
     أنتِ الآن مُحَرّمَةٌ عليه، فَلِمَ تُلاحقهُ روحِك؟! لِمَ تتجاوزين الحدود معه؟! أليسَ حُبُّكُما حُبَّ طفولةٍ؟ إذاً، ما ذنبُ البراءةِ حتى تُدَنّس؟!

     أعرفُ أنّهُ يراني أدنى منكِ بدرجات، فأنتِ بانت لهُ ملامحك في عالم الواقع، حيث لا مجال للخداع، وأنا اقَتَحَمْتُ صَفْوَهُ في عالم الافتراض، حيث الصِدقُ يَتَخَبّطْ!
     أنتِ الحقيقةُ، وأنا الوَهم، أنتِ المشاعرُ الملمُوسة، وأنا الكلماتُ المكتوبة، أنتِ براءةُ الطفولة، وأنا حُلُم الشباب، أنتِ الصفاءُ والنّقاء، وأنا عكسهُما، أنتِ التردُّد، وأنا الاندفاع!
     أنتِ البعيدةُ القريبة، وأنا القريبةُ البعيدة..
    
     لكن يا قاتلتي؛ قد أكون غير ذلك، فأنا أمتلكُ جسداً على هذه الأرض، وقلباً ولساناً، وعينانِ وأذنان..
     أنا لستُ كلماتٍ مصفوفةٍ بإتقان، ولا صُوَرٍ مرسُومةٍ بريشةِ فنّان! أنا إنسانٌ لهُ إحساس، ولو من خلالِ جهاز!
     أنا أنثى بَنَت أحلامَها مع رجُلٍ أحسنَ اختيار المِفتاح..
     أنا حقيقةٌ لها وجود، لكنّه مستمرٌ بالإنكار!
     أنا عاشقةٌ تسألُكِ الرحمةَ بقلبٍ أرهَقَهُ البكاء، وآلَمَهُ الفِراق، وآرَقَهُ الجَفَاء..
     أنا امرأةٌ تسألُكِ التبخُّر من عالمٍ كادَ أن يكتمل..
    
     ارحلِي واطمَئنّي، فأنتِ الحب الأوّل، وما أنا إلاّ استراتيجيةٌ لمستقبلٍ مُريح..
     ارحلي وقلبُكِ مُرتاحٌ، فأنا سأُعَوّضُه بابتسامةٍ وقُبلة..
     ارحلي ولا تعودي، فرجلٌ آخر بانتظارك..

     هنا ثارت أمواجُ البحر، فأخرجت امرأةً كالملاك، بشعرٍ غجريٍ مُزَيّنٍ بالياسَمين، ووجهٍ دائريٍ مُنير.. فقال هذا الملاك: بالله عليكِ كيفَ أُنسيهِ حُبّي وأنا النّقاءُ الوحيدُ في حياتِه؟! كيف أغيبُ عن ذهنِهِ وأنا الحياءُ النّادرُ في ذاكرته؟! كيف أتَبَخّرُ من عالمِهِ وأنا من فَتَحتُ عَيْنَيْهِ وحَرّكتُ مشاعره؟!
     لا أُخفيكِ أنّي حاولتُ نَزْعَ روحِي منه، لكنّي فشلتُ! فمشاعرهُ كقراراتِه، غيرُ قابلةٍ للتّبديل!
     هو أخطأ بِحقّ نفسِهِ حين تمسّكَ بي، اعتقدَ ألاّ امرأةً تُساويني، ولو كُنْتُ كذلك، لما تركتُهُ من البداية!

     وأنتِ،، بحُكمِ سِنّي وتجارُبي؛ أنصحُكِ ألاّ تَرهِني حياتكِ لشخصٍ تَجَاهَلكِ، حتّى لو وجدتِ لهُ المُبَرّرات، حتّى لو كان
ملاكاً في عينَيكِ، حتى،، حتى لو كان داخلكِ ذرّةُ أملٍ..


     لَطَالما قُلتُ له: اِنْسَانِي يُبْدلكَ اللهُ خيراً منّي.. وها أنا أُعيدُ لكِ ما أقوله له..


No comments:

Post a Comment