من تدوينات مكتوب المرحوم - 2012
قرّرتُ ذاتَ ربيعٍ أنْ أخطُف نفسي لأُرفرف معها حيثُ الخَضارُ يكثُر والينابيعُ تجري، فوصلتُ إلى مساحةٍ ساحرةٍ، مليئةٍ بالأشجار، وبأصوات العصافير.
استحضرتُ في ذاك المشهدِ أميراً ملأ روحي بالحياة، فتأملتُ وإيّاهُ جمال الطبيعة المنسيّة، واستنشقتُ معه عطرها الأخّاذ، وتسللّت لأذنينا ألحاناً نقيّة لم أسمع بجمالها من قبل، ثمّ تناجيتُ مع أميري الذي منحني أحلى اللّحظات.
انتهت رحلتي في عراق الأمير، فودّعتُ أميري، الذي أخبرني أنّهُ سيشتاق للقاءٍ آخر يجمعنا، ووعدني برحلةٍ أخرى في طبيعةٍ أكثر سحراً، كما أخبرني أنّي أجمل ما في هذه الطبيعة. ثمّ عُدتُ إلى منزلي مأخوذةً بسحر الطبيعة، وكي أُبقي على هذا السّحر لأطول مُدّةٍ ممكنة؛ خلدتُ إلى النّومِ سريعاً، فامتلأت أحلامي بصوت الأشجار المتراقصة، وبتغريد العصافير المُنتعشة بفضل الهواء النّقي.
قرّرتُ ذاتَ ربيعٍ أنْ أخطُف نفسي لأُرفرف معها حيثُ الخَضارُ يكثُر والينابيعُ تجري، فوصلتُ إلى مساحةٍ ساحرةٍ، مليئةٍ بالأشجار، وبأصوات العصافير.
استحضرتُ في ذاك المشهدِ أميراً ملأ روحي بالحياة، فتأملتُ وإيّاهُ جمال الطبيعة المنسيّة، واستنشقتُ معه عطرها الأخّاذ، وتسللّت لأذنينا ألحاناً نقيّة لم أسمع بجمالها من قبل، ثمّ تناجيتُ مع أميري الذي منحني أحلى اللّحظات.
تلكَ لحظاتٌ عشتُها مع الطبيعة ومع أميري، لن تغيبَ يوماً عن مخيّلتي، فهي دون غيرها؛ التي محَت عنّي جُزءاً من الحزن الذي لا يملُّ رفقتي، فأنعشت روحي لأيّام غير معدودات.
أخذني في هذه الرحلة الهدوء الذي يأتي بسبب البعد عن ضوضاء المدينة، كما سحرني تراقص الأشجار الشّامخات، ورائحةُ الورود المتناثرة هنا وهناك، لكن؛ ما صدمني، أنّ في الأردن طبيعة خلّابة كهذه، حيثُ لم أتوقع يوماً أنّي أعيش بالقرب من مناطق تعُجّ بالجمال!
أمسكَ أميري بيدي وأرشدني إلى تفاصيل هذه المساحة من الأرض، سرتُ معهُ طويلاً، كنتُ مأخوذةً بالهواء، وبالسّماء، وبحكاياه المشوّقة. تمنّيتُ أن أظلّ هناك، بعيداً عن البشرِ والآلات، لا أشتمُّ سوى ريح الطبيعة، ولا أستمع إلاّ لألحانها، ووقتي كلُّهُ للتأمُّل في المدى، فالمساحات حيثُ كنت، آخذةٌ بالاتّساع بلا حدودٍ مُرهقةٍ للنّظر.
هذه هي "عراقُ الأمير" التي لا تتميزُ بجمالها فحسب، بل وبقيمتها الحضارية والتاريخية كذلك، فتضُمُّ قصر "عراق الأمير" الذي بناهُ "هركانوس" من أسرة "طوبيا العمُّونية" في عهد الملك سلقوس الرابع، في القرن الثاني قبل الميلاد، واتّخذت المنطقة المُحيطة به اسمها منه، هذه المنطقة التي ظهرت فيها حضارة الرومان واليونان وغيرها من الحضارات، وسُمّي القصر بهذا الاسم لأنّ مدخله يشبه باب المغارة، أمّا الأمير فالمقصود به "طوبيا"، وهو مَن كان يحكُم المنطقة في تلك العصور.
تبعد عراق الأمير عن عمّان 35 كم، وتقع على تلال عاليةٍ ومتوسطة الارتفاع، وهي منطقة خضراء تكثر فيها ينابيع المياء، وتشتهر بأشجار الزيتون، بالإضافة للأشجار الحرجية الأخرى، وتحوي تلالها عدداً من الكهوف التي تعود للعهد النحاسي وما قبله.
انتهت رحلتي في عراق الأمير، فودّعتُ أميري، الذي أخبرني أنّهُ سيشتاق للقاءٍ آخر يجمعنا، ووعدني برحلةٍ أخرى في طبيعةٍ أكثر سحراً، كما أخبرني أنّي أجمل ما في هذه الطبيعة. ثمّ عُدتُ إلى منزلي مأخوذةً بسحر الطبيعة، وكي أُبقي على هذا السّحر لأطول مُدّةٍ ممكنة؛ خلدتُ إلى النّومِ سريعاً، فامتلأت أحلامي بصوت الأشجار المتراقصة، وبتغريد العصافير المُنتعشة بفضل الهواء النّقي.