Tuesday 2 April 2013

أدرَكوهم.. فأدركناهـم.. فأدركوا ما تقرأون



إصلاح نيوز - عمان - اقتربت من المدينة الفاضلة بأجوائها، وجعلت من المصلحة الإنسانية هدفاً للبلوغ القلبي والعقلي، التفتت للبصيرة العملية، فأبقت على ضميرها حياً، فأدركت أن هناك أشخاصاً بأمس الحاجة لاحتوائنا نحن البشر المعافون.
“إدراك” هي مؤسّسةٌ خاصّة بدأت قبل ستة أعوام، بقيادة امرأة بأخلاق الرجولة، وحنان الأمومة، وبراءة الطفولة، اختصاصية التربية الخاصّة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصّة؛ الدكتورة زينة ناقور، افتتحت مؤسسة إدراك للتربية الخاصّة في العام 2005، بهدف تقديم الخدمة المُتخصصة لكلّ طفلٍ من الممكن تنمية قدراته العقلية، بطريقة إنسانية، وأجواءٍ عائلية .. وبعد أن بدأت بـ 25 طالباً، تضم “ادراك” الآن بين احضانها 100 طالب، ستة منهم يباتون في السكن الداخلي.
وعن اسم إدراك تقول ناقور “تعمدتُ اختيار هذا الاسم، تجنباً لأسماءٍ تتداول بكثرةٍ بين السواد الأعظم من المجتمع، وللأسف هم لا يعرفون أنها تسميات جارحة للأشخاص المعوقين، ولذويهم كذلك”.
تستقبل ناقور كلَّ صباح، أطفالها في المؤسسة والعاملين فيها، بابتسامةٍ ساحرةٍ، لتعلن من خلالها عن الإخاء والصّفاء، وترسل بها المحبة والمودة للمحيطين بها، ليدُبُّ النّشاط في أوصالهم، وتعُمُّ الحيوية أرجاء المؤسسة.
تجوّل فريق “إصلاح نيوز” في أروقة المؤسسة، ففوجئ برِقِيّها، المُتمثل بأبسط الأمور، وأُعجب بكادرها المُتميز، وسُحِر بابتسامة أطفالها السعيدين رغم معاناتهم!
لَمَس الفريق أثناء تجوله صِدق مؤسسة “إدراك”، وسعيها الحثيث لإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال، من ذوي الاحتياجات الخاصّة وذويهم، دون مقابلٍ يُذكر.. فالإخلاص بالعمل، وحب فعل الخير؛ هما الهدف الأسمى لهذه المؤسسة، بعيداً عن النفاق والرياء، وهَوَس الكسب المادي، خاصّة أنه عملٌ مُوجّه للفئة الأصدق من البشرية، والبعيدة كلّ البعد عن الكذب والخداع، بحسب ناقور.
وتضُم المؤسسة عدة أقسام، منها؛ قسم القياس والتشخيص والمتابعة، وقسم التدريب، ويشمل خدمات التدريب النطقي واللغوي، وكلاًّ من العلاج الطبيعي، والوظيفي، والرياضي، بالإضافة إلى التأهيل والعناية الذاتية، وتضم كذلك قسم التعليم الهادف إلى تطوير القدرات العقلية، والقسم الداخلي الذي يقدم الإيواء والرعاية لمن يرغب بذلك.
وتستقبل المؤسسة الأطفال من عمر السنتين، إلى الثلاثين عاماً، ادراكا منها بوجود أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة بهذا العمر المتقدم، حيث يعانون من تأخرٍ بالنمو الذهني.
وتؤكد ناقور على ضرورة جلب الأطفال بعمر مبكر، حتى ليكون حل المشاكل أسهل، والتدريب على المهارات المتوفرة أنفع، فيصبح من المُتاح بعد ذلك دمجه مع غيره من الأطفال.
ومما يميز “ادراك” اتباعها لأسلوب العلاج من أجل الفرد والمجموعة، فتُخصص جلساتٍ علاجية لكل فردٍ على حدا، وجلساتٍ علاجية لمجموعة من الحالات المتقاربة في معاناتها، كما تخصص أيّاماً لدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة بالمجتمع المحلي والبيئة الطبيعية.
حققت مؤسسة إدراك، خلال الأعوام القليلة السابقة، جزءاً من الطموح الذي بدأت سعيها من أجله، وذلك بإعلاء المصلحة الإنسانية فوق كل فعل، وها هي الآن تسير في سبيل تحقيق ما تبقى منه، فبدأت مؤخراً وبالتعاون مع مركز عمان للفروسية وباشراف من معالجي المؤسسة الطبيعيين، إطلاق برنامجٍ بواسطة ركوب الخيل، الذي يُقوي الأعصاب، واستهدف 20 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً من أطفال التوحد والشلل الدماغي، ليكون البرنامج الأول في الأردن والعالم العربي.
ومما تتمناه ناقور لرفع إمكانيات هذه المؤسسة -خدمةً للإنسانية- أن تمتلك مبنى خاصّاً، تقدر من خلاله زيادة الخدمات المقدمة، والتحكم بنظام البناء، والتصميم، دون تدخلاتٍ من المالك.
وتطلب من الأهالي عدم الاستحياء من أطفالهم الذين يعانون من أي إعاقة، مهما كان خطرها، فصحيحٌ أنّهم مبتلون، لكنّ الفرصة أمامهم لإثبات إنسانيتهم، ولكسب الأجر من رب العالمين، إن أحسنوا معاملتهم .. راجية من المجتمع ان يتقبلهم ويحتويهم.

الخميس ١٩\٠١\٢٠١٢

* تجدون التقرير كذلك على الموقع الإلكتروني لإصلاح نيوز: 


No comments:

Post a Comment