Thursday 31 January 2013

سورية الروح



    أعجز عن تكوين رأيٍ حيال ما يحصل في سورية (أملي ونبض روحي) حُلُمي منذ الصغر! 


     هل أنحاز للأحرار، أم للنظام.. أم أستمر بالحياد وبتجاهل الدمار؟! وبالحالة الأخيرة سأكون شيطاناً أخرساً لا محال.


لكنّي حقاً غارقة بالحيرة ومتعطشة لومضة حقيقة.

     على الضفة الأولى؛ أسمعهم يشكون النظام وويلاته، يعدّونها لي، يخبروني عن مشاهداتهم لما أحدثه وعن تنبؤاتهم لما هو مقدمٌ عليه، ولا يصمت أحدهم قبل أن يخبرني عن وحشيته وفاشيته.


     وعلى الضفة الثانية؛ يخبروني عن سورية التي ضاعت، وعن الدماء التي هُدرت وعن الحياة التي توقفت، ثم يسألونني "أهكذا تُطلب الحرية؟" ويضيفون باستنكار "أتكون الحرية بتدخلٍ خارجي؟!".


     من الضفة الأولى؛ علمنا عن شابٍ اعتُقل وهو لم يُكمل بعد الـ 18 ربيعاً، ذهب لشراء ما يسدّ جوعه لكنه لم يعد إلا بعد ثلاثة أشهرٍ احترق خلالها قلب والدته وجفّت فيها روحه الفتية.


     ومن الضفة الثانية؛ احترقت قلوبنا مؤخراً على رجل في العقد الثالث من عمره، كان في طريقه إلى زوجته وأولاده، إلا أن قناصاً من الجيش الحر باغته فأفقده وعيه، وهو إلى الآن على فراش الشفاء أو الموت! لست أدري! أهله من حوله ينتظرون حركةً منه، وقلوبنا لأجله تصلي ليلاً نهاراً.

     كانت رؤيتي واضحةً في بداية الأحداث، بل كان حماس الانتفاضة يملؤني ويحركني، ما دعا كثيراً من أهلي إلى تأنيبي.

     لكنّي الآن بحيرةٍ من كل ما يحصل، سواءٌ في (سورية الروح) أو في غيرها من البلدان العربية، والصمت، رغماً عني، يقتحمني ويسيطر عليّ!

فإلى متى لستُ أدري!

     وهل يا تُرى سنفخر بحاضرنا هذا في المستقبل أم أنه سيتحول إلى ندبٍ يصعب استئصاله من بين صفحات التاريخ؟



#من وحي التأمل

5 comments:

  1. السلام عليكم أستاذة مروة.
    تدوينتك تذكرني بتدوينة كنت قد كتبتها منذ فترة في يوم التدوين الموحد من أجل سوريا، إذ أني أيضا قد أعلنت عن حيرتي وتساءلت تقريبا نفس تساؤلاتك، ولي من الأصدقاء السوريين من يؤيد كلا منهم طرف ويعتبر نجاة سوريا في وجوده.
    وزاد حزني على ما يحدث في سوريا من دمار وسفك دماء موقفا العاجز المخزي نحن العرب فيما يخص شؤون شعوبنا العربية، فنحن لا يوجد بيننا حتى لغة حوار ودية تشعرنا بأننا أمة واحدة ويجب أن نحافظ ونحمي ونرعى بعضنا البعض.
    ..دوما لا يسعنا إلا الدعاء بالفرج لأهلنا في سوريا وأن يحفظ الله دمائهم وأن يأمنهم من خوف ويطعمهم من جوع ويدفئهم من برد وأن يخرجهم الله من نكبتهم بما هو أصلح لهم
    ..
    كل التحية.

    ReplyDelete
  2. الحيرة لكل ما يدور حولنا وليس فى سوريا فقط
    رغم الألم والمعاناة التى يتعرض لها أخوتنا فى سوريا ورغم القهر وسفك الدماء بهذا التواصل وبهاذا الشكل الغريب

    كل ما نستطيع أن نفعله هو الدعاء لأهلنا بأن يفرج الله عليهم كربتهم وينصرهم على الاعتداء

    تحياتى أستاذة مروة
    مدونتى الجديدة
    http://saidwahsha.blogspot.com/

    ReplyDelete
  3. الاخت الغالية جدا مروة العقاد
    أولا كم أنا سعيد سعادة لا توصف عندما توصلت الى مدونتكم الراقية
    ثانيا نأسف لتأخرنا شديد الأسف
    أما عن موضوعكم الذى طرجتموه
    فسأقتبس هذه العبارة التى اختتمتوا بها مقالكم الرائع
    *********************************************
    لكنّي الآن بحيرةٍ من كل ما يحصل، سواءٌ في (سورية الروح) أو في غيرها من البلدان العربية، والصمت، رغماً عني، يقتحمني ويسيطر عليّ!

    فإلى متى لستُ أدري!

    وهل يا تُرى سنفخر بحاضرنا هذا في المستقبل أم أنه سيتحول إلى ندبٍ يصعب استئصاله من بين صفحات التاريخ؟
    *********************************************
    نعم إلى متى؟؟؟؟؟
    سنظل هكذا
    لست أدرى مثلك ومن منا سيدرى
    تحياتى ايها المبدعة حقا
    ودونى على بلوجر "
    www.astabolia.blogspot.com

    ReplyDelete
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختنا الفاضله الكريمه مروه هانم

    بعد ان ضربت انفلوانزا التغير مواطننا العربيه برياح عاتيه شفي منها من شفي وتوعك منها من توعك
    وهناك من يحاول مجاراة تلك الانفلونزا
    نحن فقط ننحاز للحريه والعيش بكرامه للوطن والمواطن
    وان نكون شعوب قادره على التحضر
    هذا ما نأمل ان نكونه في يوم من الايام
    اما ما يحدث في سوريا الحبيبه
    فكم اتمنى ان تعبر سوريا الى شاطئ الامان سريعا من اجل الاستقرار
    وتنهض ببناء وعنفوان لنها من دول المواجهة
    وربما اراد لها الاعداء ما يدمرها اضعافا لقوة العرب
    كم اتمنى ان نرى شمس الانسانيه ونسيمهما يهب على انفاسنا العربيه جميعا
    ودي وتقديري وتحياتي سيدتي
    المسحراتي

    ReplyDelete
  5. أختي مروة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    واسعد الله مساك
    وتحية لك وكل زوار مدونتك
    كلنا نتألم لما يحدث في سوريا وليس بوسعنا الا الدعاء لاخواننا في سوريا ان
    يخلصهم الله من المحنة التي هم فيها
    تحياتي لك

    ReplyDelete