Thursday 25 October 2012

وهذا أقلُّ الانتماء





     بعد أمسيةٍ قضاها جمعٌ من المُهتمين في إحدى بقاع عمّان العابقة بالثقافة، امتلأت آذان الحضور بصوت فتاةٍ تتحدث لهجةً فلسطينيةً قلّما نلمسُ نقاءها.


     وسرعان ما التمّ حولها الجمع، ليستلم "وثيقة العهد الأبدي" ويمضي عليها، ليكون بذلك عاهد نفسه على بقاء القدس حاضرةً في قلبه وضميره وكيانه.


     سرتُ مع الجمع، وهذا ما أفعله نادراً، لكن شيئاً ما أخبرني بضرورة فعلي لذلك، استلمتُ وثيقتي وأمضيتُ عليها بكامل حواسي والبهجةُ تملأُ روحي.


     كان مكتوباً على الوثيقة "أقسم بالله ذي الطول، أن تبقى القدس حاضرة في ضميري وكياني وأعاهد الله عهداً أبدياً أن أشد الرحال إليها مؤكداً وصيتي لأهلي وأبنائي، أن يحفظوا عهدي وأن يورثوه أبناءهم والله على ما أقول شهيد".


     حدث ذلك بالتزامن مع حملةٍ مليونيةٍ دوليةٍ أطلقتها الأمانة العامة "لمؤتمر القدس وشدّوا الرحال" للتوقيع على وثيقة قسم العهد الأبدي للقدس المحتلة، حيثُ يجوب المتطوعون مع هذه الحملة مناطق مختلفة حول العالم للتعريف بفكرتهم وشرح أهميتها وضرورتها خاصّة في هذه الفترة.


     لعلّ من أهم الثمار التي سيجنيها القائمون على هذه الحملة؛ التأكيد على استمرارية الحب والولاء للمدينة المقدسة حول العالم، وإبقاء هذه القضية قائمة بالرغم من كل محاولات "مسح الذاكرة" التي نشهدها. كما أنها ستستهدف الجيل الجديد من فلسطينيي الشتات لتثقيفه بالقضية الفلسطينية وبتاريخها ولضمان توارث الذاكرة الفلسطينية لمن بعده من الأجيال.


     حين استلمتُ وثيقتي ووقّعتُ عليها جمعتُ وثائق أخرى لأُهديها إلى معارفي حتى يشاركوني هذه البهجة، لكني وقعتُ مع بعضهم بنقاشاتٍ حول أهمية هذه الحملة، وما الذي ستُضيفه للقضية الفلسطينة؟! فكان ردي ببساطة؛ فلسطين تستحق الحياة وفلسطين كذلك تستحق أن تسيطر على روحنا ووجداننا وذاكرتنا المتوارثة، وهذا أقلّ الانتماء.
     
       

2 comments:

  1. جميلة جدا فكرة هذه الوثيقة،ربما مثل هذه الوثيقة تنبهنا دوما إلى مرارة الواقع الذي تعيشه فلسطين بقدسها وأقصاها ومدنها وكل حبة رمل فيها، فأقل ما يمكن ان نقدمه هو ان تظل القدس وفلسطين بأكملها حاضرة في ذهننا وضميرنا وكياننا.
    ..
    كل التحية وكل عام وانتم بخير.

    ReplyDelete
  2. صدقت أحمد. كل عام وأنت والأمة العربية بحال أفضل.

    ReplyDelete