Thursday 26 March 2015

فلسطينيو سوريا.. رحلة لجوء جديدة

حتى هذه اللحظة، وعلى رغم الفراق والضياع، التهجير والتهجين، اختلاط اللهجات والجينات، إلا أن هويتي لا تزال فلسطينية.

هذا ما أكده لي سائق تكسي في مساءٍ ليس ببعيد، حين كنتُ أهمّ بإعطائه أجرته بعد أن أوصلني إلى وجهتي، ليفاجئني بلهجة فلسطينية صافية، وهو يقول "حكيِك وهِيئتك يا عمو بيؤولوا إنك فلسطينية، ولا أنا غلطان؟"، شعرتُ بنشوة النصر، ملأني الفخر، فرفعتُ رأسي على الفور وأجبته بابتسامة تعشق الحياة "صحيح أنا فلسطينية".

آآآه ما أعظمه من شعور! فلا تزال ملامحي تحملُ هويتي، وها هو لساني يُخبر عنّي وعن جيلَيْن سبقاني.

آآآه ما أجملني! آآآه كم أنا فلسطينية!

ولكن؛ ما أبشع ذاك الشعور حين يضمحل، حين يحلّ مكانه الخزيّ والعار، حين يذكّرك أنك نسيت جزءاً منك، أنك أصبحت بعيداً عنك!

آآآه ما أبشعني! آآآه كم أنا غريبة اليوم!


حاصِر حصارك

في أكثر من 100 مدينة حول العالم أُقيمت في الأيام الماضية فعاليات أسبوع "حاصر حصارك" العالمي لمقاومة الاستعمار والفصل العنصري الصهيوني.

في عمّان عاصمة الأردن، وفي مسرح البلد تحديداً، حضرتُ جزءاً من هذه الفعاليات، لقد كنتُ متعطشة جداً لجرعة غضب جديدة، لحق عودة يقترب كل يوم، لأذكّر نفسي بوحشية الاحتلال الصهيوني في الضفة وقطاع غزة، لأعيش مقاومة يسطُرُها بعزة وكرامة شعبُ فلسطين الأبيّ، شعبي الذي بدأ يتلاشى صوته في خضمّ الأحزان العربية المحيطة. 





فلسطينيون لا مرئيون يعيشون في سوريا


"لا سبيل للعودة الآن، يا صديقي" شدّني اسم الفيلم الوثائقي للمخرجة اللبنانية كارول منصور، ففي قاموسي، عودة مرادف لفلسطين، وأي مرادف لفلسطين يُلزمني بأن أكون أول الحضور.


بنيتُ في مخيّلتي الكثير من السيناريوهات عمّا قد يقدمه الفيلم عن فلسطين، لكنّي نسيتُ سيناريو واحداً.. سيناريو فاجأني كصفعة والد يخشى على أبنائه من الهلاك أكثر.

إذاً، هو أسبوع مختلف، فقد تحدث عن فلسطينيي الشتات الأقل حظاً، الأكثر نسياناً.. هؤلاء الذين يعيشون تاريخ أجدادهم، تاريخ النكبة الأولى، ولكن، بنكهة سورية، وما أمرّها من نكهة.

آآآه كم أنا صغيرة! كيف لم أتذكرهم من قبل! كيف نسيتهم إلى هذا الحد! إنهم يتقاسمون مع السوريين الخوف والقلق، الموت والفقدان، النزوح واللجوء، لكننا لا نراهم، لا نشعر بهم!



مخيم اليرموك.. نبض فلسطين في سوريا

كثيراً ما كنتُ أحتار وأضيع إن سألني أحدُهم "من أين أنتِ؟"، كيف تُراني أجيب! من أين أنا؟ وهل وطن واحد يكفي لمن نشأ مثلي؟

في كل مرّة أجيبُ بها بأنني أردنية أشعر بوخزة في صدري، فكيف نسيتُ إخبارهم أني فلسطينية من يافا، أن والدتي سورية من دمشق، أنّي وُلدت في السعودية واكتسبتُ طيبة أهل الحجاز!

وفي كل مرّة أكتفي فيها بنسب نفسي إلى فلسطين، أشعرُ بوخزاتٍ من تأنيب الضمير، فأين الأردن التي ضمّتني ورعت نجاحي! أين سوريا التي زادت جمالي! أين السعودية التي صبغتني بطابع ميّزني عن كل من حولي!

في بداية الفيلم، تم التحدث عن هذه الجزئية، ففرحتُ بأنني لستُ الوحيدة، جميعنا نحن الفلسطينيون سواسية في هذا الشعور وإن اختلفت حكاياتنا.

في الفيلم، كان التركيز الأكبر على مخيم اليرموك، على هجرة الفلسطينيين الجديدة، منهُ إلى لبنان فجنيف وباريس.

كانوا صامدين، مقاومين ككثير من السوريين، فهنا رائحة فلسطين، هنا البدء الجديد، هنا الأمل بغدٍ أجمل.. 

ولكن، ومع إغارة طائرات الميغ القاسية في الأيام الأخيرة من عام 2012 بدأ النزوح، بدأت الهجرة ومن ثم اللجوء الجديد، وبدأ الحصار على من اختار البقاء.

هل لأنهم احتووا أشقاءهم السوريين الذين نزحوا للمخيم عندما اشتد العراك؟! أم لأنهم أصل المقاومة والصمود، وهذا بحد ذاته مخيف؟! أوليسوا هم أبناء شعب تغنّى النظام باتباع سياسة المقاومة والممانعة مع مُحتله؟ أولم يفعل ذلك كُرمى لعيون شعب فلسطين المحاصر اليوم والمعتقل في سجونه؟



فستق، أمي والفراق

في الفيلم أبطال صغار وكبار، أبطال من عمر النكبة الأولى، بل وأكبر، وآخرون لم يتجاوزوا الـ10 أعوام، أبطال حملوا وطنهم الأول والثاني في قلوبهم ورحلوا في رحلة جديدة نحو المجهول.

يقول أحدهم بلهجة فلسطينية ممزوجة بالسورية "خلِئت لاجئ، بس أرجع أختار إني كون لاجئ! اختيار صعب".. يضيف آخر "الاشتياق حرفة" أصبحنا نحن الفلسطينيون نمتهنها.. نسمع صوتاً جديداً "بعد ما كان حلمي أرجع فلسطين، صار حلمي أرجع 
المخيم"، تضيف سيدة "كنت بسوريا حزنانة على حالنا.. بس لمّا جيت هون علبنان وشفت وضع الفلسطينية حمدت الله عالنعمة اللي كنا عايشين فيها".

وعلى رغم المرارة، إلا أن الفكاهة لا تزال تداعب وجدان الشعب الفلسطيني.. يشبّه لاجئ فلسطيني سوري في لبنان مخيم اليرموك في سوريا بأرقى شوارع باريس إذا ما تمّت مقارنته بمخيم شاتيلا في لبنان، لكنه سرعان ما يتراجع عن تشبيهه المبالغ فيه بأسلوب أضحك المشاهدين.

يظهر شاب من مخيم اليرموك، يحلم بالهجرة إلى السويد، لكنه حزينٌ على والدته، كيف ستقدرُ على فراقه وهو آخر إخوته في المخيم، جميعهم رحلوا، لم يبقَ سوى هو ووالدته.

يقول "إمي بدها ياني أسافر، بتشجعني ألاقي مستقبل أحسن.. بتقول إنها رح تتحمل.. بس هيّي كذابة! كيف رح تقدر تعيش من غيري! كيف مش حتشتقلي! إمي كذابة" يضيف تأكيداً لما يقوله وبأسلوب أضحك المشاهدين كذلك "أنا جبت قطة من الشارع، سمّيتها فستق.. ما خلّفتها، بس لقيتها جوعانة فأخدتها وربّيتها.. بدي أسافر معها، عم بطلّعلها وراق سفر.. لإنه ما بقدر أتركها، قلبي تعلّق فيها مع إنها مش بنتي.. كيف إذاً إمي رح تعيش وأنا بعيد عنها!".

جميع من في هذا الفيلم تحدث، تحدث ليطهّر روحه ويبدأ رحلته بأمل جديد، ليحافظ على مقاومته في درب يفيض بالألم.


سارة عودة.. المرأة الفلسطينية بصمودها وعزيمتها

رصاصة قنّاص نقلتها إلى عالم أجمل وأنقى، عالم بعيد عن الحصار والذلّ، صعدت بها إلى السماء لتجمعها بزوجها.

إنها الفلسطينية سارة عودة، ابنة مخيم اليرموك، ابنة الـ25 ربيعاً، ها هي ترسم بدمائها لوحة جديدة لشعب عاش النكبات واللجوء مرّات عديدة.

أُجبرت على ترك مخيّمها وخطيبها علاء فرحان بسبب الحصار، لجأت إلى بلغاريا، وعبر الإنترنت كُتب كتابها على علاء، أصبحا زوجان رغم الحصار، رغم المسافات.

رفضت البقاء في بلغاريا بعد أن علمت باستشهاد زوجها، عادت لتزور قبره، وطلبت أن تُدفن إلى جانبه.

قبل أيام، علم الجميع بنبأ استشهادها، تم قنصها وهي تنتظر كرتونة الغذاء التي تقدمها منظمة الأونروا لعدد قليل من أهالي المخيم.

ها هي اليوم ترقد بحب وسلام بجانب زوجها علاء، ها هي اليوم تعلّمنا درساً في الحب والوفاء، تخبرنا كيف تكون التضحية، ها هي اليوم تضيف معنى للرجولة.



أيّ حب هذا الذي سطرتيه بقلبك يا سارة؟! وأين نحنُ منكِ؟! أين هي منظمات حقوق الإنسان عن هذا المخيم؟ عن أكبر تجمّع للفلسطينيين في سوريا؟! أين هم الفصائل الفلسطينية؟!

Tuesday 24 March 2015

ماما

بتتذكري لما كنت صغيرة كتير وكنتي تحمليني وتقعديني علی طاولة المطبخ، تبدي تمشطيلي شعري وتعمليلي جدولة حلوة بلون عيونك؟ جدولة السنبلة.. كنتي تعرفي تعمليها مع إنه أغلب الأمهات ما بيعرفوا..

أنا ما بتذكر القصة، بس من قد ما عدتيها صارت جزء من ذاكرتي.. كنتي دايما تحكي قدام خواتي الصغار إني الوحيدة اللي فشتلك قلبك وخليتك تلعبي بشعري، إني هادية ومسالمة وما بجادل، كنتي تقولي كمان إني نولدت متل الخروف! بس يلا مسامحاكي بهالوصف الرومانسي!

المهم، كنتي تحطيني علی طاولة المطبخ وتلعبي بشعري وتكملي طبختك وتنسيني.. تنسيني لإني قاعدة بهدوووء وما عم بتحرك، عم بستناكي تيجي تكملي لعب بشعري أو تأكليني من إيديكي الحلوين.. شايفة يا ماما أديش كانت بنتك أمورة وكيوت!

بعرف.. أنا هلأ بطلت متل زمان :$ يمكن هادية شوي بس بطلت مسالمة كتير وصرت أجادلك كتير كتير!

سامحيني يا ماما لإنه الكل بيحكي عني ملاك إلا إنتي بتتمني تحسي بهالملاك اللي ربيتيه.. بتعرفي ليش؟ يمكن لإنك الوحيدة اللي رح تفهمني لو شو ما عملت، لو قد ما غلطت..

سامحيني يا ماما علی كل كلمة قلتها وكانت سبب بزعلك، علی كل حرف كتبته وكان سبب بدمعتك، علی كل شي عملته وإنتي مش راضية عنه..

سامحيني يا ماما إذا نسيت بيوم من الأيام تعبك معنا، سهرك علينا، الحكايات اللي كنتي تنيمينا عليها واللي خلتني أعشق القراءة والكتابة..

سامحيني يا ماما إذا بيوم ما فهمت سبب خوفك علي.. إذا بيوم عاندتك وعملت اللي براسي.. إذا بيوم لمتك علی شي عملتيه لإنك بتحبيني..

بحبك ماما.. وبوعدك أرجع متل هديك البنت اللي كنتي تمشطيلها شعرها وهيي صغيرة.

في الصالون

"إلهي وإنت جاهي تقلب خطبة وسام عزا" توجهت بسبابتيها إلی الأعلی وكررتها ثلاث مراتٍ ثم عضّت شفتها السفلى وأكملت تسريح شعري من الجانب الأيسر، ومن الجانب الأيمن تناولت زميلتها خصلةً من شعري لتساعدها في إنهاء التسريح بأسرع وقت، وقالت بغضب "ابن الكلب... الله لا يجبر بخاطره".

من المرآة وأنا أتابع بعينيّ المذهولتَين تحركات أيديهما العنيفة على رأسي ظهرت لي شابّة وجهها سَمْحٌ لكنه حزين، وقوامها جميلٌ لكن الإنهاك بادٍ عليه، اقتربت من مصففتَي شعري وأخبرتهما أن عليها المغادرة، طلبتا منها البقاء قليلاً، لكنها قالت لهما "واقف برّا، بقدرش أتأخر عليه، خاصة بعد القصة اللي صارت إمبارح" ثم زمّت شفتيها وخرجت مسرعةً دون سلام.
بأذني اليسری رنّت كلماتها وهي تقول "شايفه شو بيجينا من ورا الرجال!" وتناولت خصلةً من شعري بطريقة هزّت رأسي وجعلتني أغمض عينيّ وأرفع حاجبَي من الصدمة! ثم أضافت من تصفف الجانب الأيمن من شعري، والتي كانت ألطف بتعاملها مع رأسي لكنها أكثر عنفاً بكلماتها "بجيناش غير الهم ووجع الراس.. قطيعة تقطعهم".
للحظات شعرت بالحنق منهما، لسوء أفكارهما عن الرجال، ولعدم منحهما الاهتمام الكافي برأسي! أردتُ توبيخهما، لكني آثرت الصمت والصبر حين تفحصتهما بنظراتي من جديد فأدركت أن ما يزعجهما ويتسبب بألم رأسي رجل لم يأخذ من الرجولة إلا اسمها!

أصدق صورة


كابتسامة أب حنون
كأم تمسك بيديها بين المروج
كأخ يشاركها ضوء النجوم
رسمته وهي تسير بين الدروب

كصديقة تحلّق معها بلا قيود
كصديق يشدّها إلی درب الجنون
كقريبة تهدئ روعها في السهول
رسمته وهي تسير بين الدروب

كنظرات شاب وسيم في كلية الفنون
كانتظار حبيب غارق في بستان زهور
كحبات لؤلؤ تسيل بها الغيوم
رسمته وهي تسير بين الدروب

كفاقد هوية يبحر نحو المجهول
كلاجئة جميلة تذبل كما الورود
كرجل من بلادها يقاوم الاحتلال ويثور
رسمته وهي تسير بين الدروب

كبُرت فكبُر في خيالها
كبُرت فلوّنته من تجاربها

عبَرت نهر العزة والإباء
فوجدته أمامها

بقبلة فاجأها
بحب أخبرها

أنه أصدق صورة جمعتها

من 100 حكاية مرّت بها

Saturday 14 February 2015

حصّن نفسك من التلصص الإلكتروني

هل تخيّلت مسبقاً العملية التي تحدث عند طلبك زيارة موقع إلكتروني؟ هل تصوّرت من قبل أن جهات كثيرة ستعرف بطلب زيارتك لهذا الموقع حتى قبل أن يفتح على جهاز حاسوبك؟
تعرّف مع الخبير في أمن الإنترنت المدرب رعد النشيوات على الآلية التي تتم فيها زيارة المواقع الإلكترونية، وامتلك خطوط دفاع تساعدك على مكافحة التلصص الإلكتروني الذي يحدث خلال ذلك لحماية نفسك كصحفي عند بحثك عن المعلومات.
يقول النشيوات إن جهات التجسس عبر الإنترنت لا تفرق عند تلصصها بين الأشخاص الذين يمثلون خطراً عليها وبينك كصحفي تبحث عن الحقيقة لا أكثر، لذا، عليك التعرف على هذه الجهات لتحدد منها ما يهدد أمنك ومن ثم البحث عن طرق لتحصين عملك وإكماله بدون متاعب.
بداية، يعرّفنا النشيوات على ما يحدث عند تصفّحك لموقع إلكتروني عبر الإنترنت؟
1-  تقوم بكتابة عنوان الموقع الإلكتروني الذي ترغب بزيارته، ثم تطلب البحث عنه.
2-  ينتقل طلبك إلى الشبكة الداخلية، وهي الشبكة التي تصلك بالإنترنت في (المطار، الفندق، المنزل،... الخ).
3-  تعرف الشركة المزوّدة للإنترنت ISP بطلبك.
4-  تصبح حكومة البلد الذي تعيش فيه على علم بالعنوان الذي طلبت زيارته.
5-  ينطلق العنوان الذي طلبته في رحلة لجهات كثيرة في بلدان مختلفة، وهي جهات حكومية في الأغلب، لكنها في كثير من الأحيان تكون مخفية الهوية، بحيث لا يمكن لك معرفة من يراقبك.
الآن، وبعد تلك الجولة الطويلة، أصبح بإمكانك تصفّح الموقع الإلكتروني الذي طلبت زيارته، ولكن، لم يعد بإمكانك توقّع ما قد يحدث لك بسبب زيارتك له.
تتكرّر هذه الآلية عند كل زيارة لموقع إلكتروني، أو عند تصفّحك في نفس الموقع، ولحماية نفسك قدر المستطاع، يرشدك النشيوات إلى خطوط دفاع تجنّبك قدراً كبيراً من التلصص الإلكتروني، وهي:
1-  خط الدفاع الأول/ Ctrl Shift
جميع المتصفّحات على أجهزة الحاسوب تحتفظ بكل ما تفعله، وهذا الأمر قد يجعل جهاز حاسوبك هدفاً للسرقة ونَيل ما فيه من ذاكرة تتعلق بعملك.
لحماية نفسك من ذلك، اطلب قبل البدء بالتصفّح عدم حفظ ما ستقوم بتصفّحه، وذلك بالضغط على Ctrl Shift N إن كنت على متصفّح Chrome أو Opera وهكذا ستحصل على نمط حماية آمن ولن يتم حفظ شيء مما تبحث عنه، وإن كنت على Fairefox أو explorer فاضغط على Ctrl Shift P أما متصفّح Safari، فقم باختيار Private من القائمة الرئيسية.
هذه الخاصية تساعدك كذلك إن كنت تعمل من أجهزة حاسوب عامة.
خط الدفاع هذا يحميك في حال سُرق جهاز حاسوبك، أو أُجبرت على تسليمه لجهة ما، لكنه لا يحميك من التلصص الإلكتروني، لذا، لا بد من التعرف على خطّي الدفاع التاليين.
2-  خط الدفاع الثاني/ Proxy
يساعدك الـ Proxy في فتح المواقع المحجوبة في الدولة التي تقطنها وإخفاء هويتك خلال بحثك عن المعلومات وبالتالي حماية نفسك من الجهات المتلصصة.
وللقيام بذلك بكل سهولة وبساطة، قم بزيارة الموقع الإلكتروني Top Proxies ثم اختر من بين روابط كثيرة يوفرها الموقع الـ Proxy الذي ترغب بالتصفّح من خلاله. عندما تفتح الـ Proxy، ضع رابط الموقع الذي تريد زيارته في المكان المخصص لذلك وستتمكّن من التصفّح الآمن ومن فك المواقع المحجوبة.
على الرغم من الحماية التي يوفّرها لك الـ Proxy وأهميته في أحيان كثيرة، إلا أنه لن يحميك بشكل تام، فستعلم الجهات التي تراقبك بزياراتك المتكررة له دون علمها بما تفعله عليه، وهنا قد تصبح في موضع مساءلة.
كما يمكنك اللجوء إلى Hide My ASS وهو موقع إلكتروني يفتح لك المواقع المحجوبة ويوفر لك الحماية التامة خلال تصفّحك باستخدامه Proxy وVPN. من الممكن تثبيت تطبيق VPN على جهازك الخاص واستخدامه لوحده، وهو تطبيق يحجب كافة تحركاتك على شبكة الإنترنت.
3-  خط الدفاع الثالث/ TOR
تُعد حزمة TOR من أقوى برامج إخفاء الهوية خلال التصفّح الإلكتروني، كل ما عليك فعله، تثبيتها على جهازك الخاص بعد أن تختار نوع متصفّحك ومن ثم البدء بالتصفّح، ولتعرف أكثر عنها وعن طريقة تثبيتها، اضغط هنا.   

من إحدى ورشات ملتقى شبكة (أريج) السنوي السابع للصحفيين الاستقصائيين العرب، الذي عقد مطلع كانون الأول/ ديسمبر/ 2014 في العاصمة الأردنية عمّان.

*تجدون التقرير كذلك على الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين  :ijnet

تعرّف على أخلاقيات التصوير السري وكيفية التخطيط الجيد له

ما هي القاعدة الذهبية التي يمكنك الاعتماد عليها لتبرير أهمية التصوير السري خلال عملك الاستقصائي؟ يعرّفنا الصحفي والمخرج التلفزيونيطوني ستارك على هذه القاعدة ويعلّمنا أسرار الصنعة الاستقصائية عن طريق إرشادنا إلى ما تتطلّبه ممارسة الصحافة السرية وكيفية التخطيط الجيد لإتمامها على أكمل وجه بعد أن يشاركنا مشاهدة فيلمين استقصائيين قام بإخراجهما، الأول بعنوان "لا تذهب إلى بريطانيا" والثاني "خلف جدران الصمت".
يقول ستارك إنه يصعب الحصول على المعلومات في أحيان كثيرة إلا عن طريق استخدام هويات مزيّفة وكاميرات خفية، ولكن هذا التخفّي لا يجوز إلا في حال كانت حجة الصحفي سليمة، أي إن كان يمتلك دليلاً حقيقياً يواجه فيه المذنبين والمخادعين لإدانتهم، وهذه هي القاعدة الذهبية التي سيواجه فيها الجهات المعنية وسينطلق منها بكل اطمئنان خلال رحلة استقصائه السرية.
لأن التخطيط السيء لأي عمل صحفي قد يؤدي في النهاية إلى الفشل، فإن ستارك يؤكد على ضرورة الالتزام بخطة جيدة ومتكاملة لأي فيلم سري تنوي تصويره، حتى لا يضيع جهدك ووقتك بلا نتيجة مرجوّة. لذا، يجب عليك قبل الحصول على إذن بالتصوير السري، العمل على النقاط التالية:
1- إقناع جهة البث بوجود دليل
ستطلب منك الجهة التي تعمل لصالحها بتقديم مبررات مقنعة وقوية لتعطيك إذناً بالتصوير السري. لذا يجب أن تبرّر لها رغبتك بالتصوير بناءً على أدلة تُدين الجهة التي تنوي تصوير أفعالها، قد يأخذ منك جلب دليل قوي لإقناع مؤسستك وقتاً طويلاً، لكنه سيكون فعّالاً ولصالحك فيما بعد إن تمّ التشكيك بمهنيتك أو تمّت مساءلتك قانونياً.
2- التعريف بطريقة التخفّي التي ستتبعها
عليك وصف الكاميرا التي ستستخدمها خلال تخفّيك، والإبلاغ عن الأماكن التي ستصوّر بها و (لماذا؟)، والأماكن التي ستتجنب التصوير فيها (حرصاً على خصوصية العامة)، كما عليك التأكد من سلامة كافة مستلزمات الكاميرا كي لا تتحول إلى عبء عليك.
3- التمويه
يجب عليك كصحفي اخترت التصوير السري أن تنتحل شخصية جديدة مقنعة لكل من سيقابلك، ولكن عليها أن تكون واقعية وغير مبالغ بها، ويجب ألا تكون مخادعة، فهي بالأساس لحماية عملك الاستقصائي المبني على دليل يبيح ذلك.
4- الصحة والسلامة
عليك كصحفي استقصائي معرفة المخاطر التي ستواجهها لإيجاد طريقة مناسبة للتعامل معها، وأول الأمور التي يجب التأكد من وجودها هي موازنة مالية كافية من قبل المؤسسة التي تعمل بها لتأمين كل ما يلزم لحمايتك، مثل: (رجال أمن، درع واقي من الطعنات، معرفة كافية بالمنطقة المراد العمل بها، ارتداء ملابس وأحذية مريحة عند الحركة، تأمين جهات اتصال عند الطوارئ، أخذ تدريبات كافية للدفاع عن النفس، البقاء على اتصال مع شخص من المؤسسة ليطمئن على سلامتك).  
5- البروتوكول الأخلاقي
لا بد من وجود أخلاقيات تسيّرك وتوجّهك خلال رحلتك الاستقصائية، مثلاً: (كيف تتصرف في حال رأيت شخصاً يتعرض للهجوم؟ أو عند اضطرارك للتعريف بهويتك أمام الشرطة؟ أو عند اكتشاف أمرك والطلب بعدم إكمال التصوير؟ وهل يجوز لك ارتكاب جريمة جنائية في سبيل عملك الاستقصائي؟ هل بإمكانك حمل أسلحة للدفاع عن النفس؟ ما هي الأماكن التي يمكنك التصوير فيها؟ ومن الأشخاص الذين ستغطي وجوههم لحمايتهم عند عرض الفيلم؟) كل هذه الأسئلة وأكثر سيُجيب عليها البروتوكول الأخلاقي الموجود في مؤسستك، أو الذي ستتفق عليه مسبقاً مع مسؤولك بحيث يتوافق مع سياسة البلد التي تعمل فيها.
6- المسائل القانونية
على الصحفي الاستقصائي ومؤسسته البحث الجيد قانونياً والتفكير مطوّلاً قبل البدء في التصوير السري، هل سيعرّض هذا التصوير الصحفي للإعتقال؟ أم أنه مشروع في قوانين البلد التي يعمل فيها؟ وهل هنالك قوانين ستعرضه للخطر بتهمة التشهير؟ هذه القوانين تتغير من بلد لآخر، لذا، على كل صحفي معرفة ما يتناسب مع بلده والعمل بناءً على ذلك.
في النهاية، يشدد ستارك على ضرورة أن يكون الصحفي الاستقصائي معزّزاً بفريق يرافقه لحمايته ومتابعته وأن يكونوا جميعهم مدرّبين على هذا العمل ويمتلكون المهارات الكافية للتكيّف مع كافة الظروف التي ستقابلهم.
وينهي ورشته بطرح سؤال: لو شعرت خلال عملك الاستقصائي بضرورة ترك دورك كصحفي والالتفات إلى واجبك كمواطن، فماذا يجب أن تفعل؟ ليجيب في الحال: "عليك أن تلتفت لنداء الإنسانية في داخلك".  

هذا المقال بمثابة ملخّص لإحدى ورشات ملتقى شبكة (أريج) السنوي السابع للصحفيين الاستقصائيين العرب، الذي عقد مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2014 في العاصمة الأردنية عمّان.

*تجدون التقرير كذلك على الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين  :ijnet

Friday 13 February 2015

سيناريوهات قد تعرّض الصحفيين للسرقة الإلكترونية… يمكن تجنبها

بافتراضات مسبقة لما قد يحدث وبأساليب مبسّطة، يقدم خبير الحاسوب الآيسلندي سماري ماكارثي الأدوات الأساسية التي يجب أن يمتلكها أي صحفي استقصائي لحماية نفسه ومصادره.

في إحدى ورشات ملتقى شبكة (أريچ) السنوي السابع للصحفيين الاستقصائيين العرب، الذي عُقد مطلع كانون الأول/ ديسمبر/2014 في العاصمة الأردنية عمّان، استعرض مكارثي 6 سيناريوهات قد تعرّض الصحفيين للسرقة الإلكترونية، ووضّح كيفية التعامل مع كل سيناريو بمنتهى السهولة كما يلي:

1- السيناريو الأول: الوصول إلى بياناتك على البريد الإلكتروني أو اختراق محادثاتك الفورية
اختراق حاسوبك وجمع كل ما فيه من معلومات أصبح سهلاً على المعتدين، لذا عليك تحميل برنامج PGP لتشفير كافة مراسلاتك وبياناتك عبر الإنترنت، كما يمكنك تحميل تطبيق Mailvelope وهو أداة تستخدم برنامج PGP على متصفحَي كروم وفايرفوكس لمساعدتك على حماية نفسك خلال تصفّحك عبرهما.
وفي حال أردت إجراء محادثة إلكترونية فورية مع ضمان عدم تسريبها لأي كان، ما عليك سوى استخدام برنامج الدردشة المشفّر crypto.cat الذي سيصبح متوفراً قريباً على نظام أندرويد.

2- السيناريو الثاني: أشخاص يحاولون اكتشاف ما تمتلكه عنهم من معلومات
بدايةً، عليك ألا تترك أي أثر يدل عليك، الصحفي الماهر هو من يُبعد جميع الشبهات عنه، ولذلك، عليك التأكد من تشفير جميع بياناتك على جهاز الحاسوب الخاص بك، واستخدام برامج الدردشة المشفّرة في حواراتك، بالإضافة إلى وضع نسخة مشفّرة منها على قرص صلب في حال فُقدت الأولى.
وإن كنت تجمع بياناتك وتُكمل عملك الصحفي من أجهزة حاسوب مختلفة وأحياناً عامة، فعليك التأكد من استخدام تطبيق VPN الذي يحجب كافة تحركاتك على شبكة الإنترنت.

3- السيناريو الثالث: مطلوب من قبل الدولة التي تقطنها ومهدّد بالقضاء على كافة البيانات التي جمعتها
حماية نفسك هي حماية للآخرين، لذا، عليك أن تكون حريصاً جداً إن كنت تعمل في دولة تشدّد الرقابة على صحفييها. احرص على استخدام برامج التشفير في جميع تحركاتك الصحفية وعند حفظ ملفاتك، ومن ثم حفظ نسخة مشفّرة على قرص صلب ووضعه في مكان يصعب الوصول إليه، ولكن، إن أرادت الدولة الوصول لهذا القرص أو لأي نسخة مشفّرة، فقد تستطيع تحقيق ذلك أو على الأقل قد تتمكّن من مسح النسخة كلياً، وهذا الحل أفضل من أن يتمكنوا من رؤية ما قد جمعته، ولكن، ولكي لا تضيع جهودك، ولتُكمل تحقيقك الذي بدأته ولو متأخراً. خبّئ نسخة مشفّرة عند صديق لك يقطن خارج الدولة التي تعمل بها، ولا بأس إن كان هنالك صحفي يشاركك هذا التحقيق في بلد آخر، فالعبرة بأن تظهر الحقيقة في نهاية المطاف.

4- السيناريو الرابع: ماذا تفعل كي لا تُكشف خلال بحثك عبر الإنترنت عن معلومات هامة؟
عليك بتثبيت حزمة Tor على جهاز الحاسوب الخاص بك، لتقوم بدورها بإخفاء هويتك خلال تحركاتك على شبكة الإنترنت، ولكن عليك الحذر، فعند تثبيتها لن تكون هويتك مخفية وبعد ذلك ستصبح مخفياً. كما يمكنك استخدام تطبيق VPN الذي سبق ذكره.

5- السيناريو الخامس: يصعب عليك إرسال ملف ما عبر الإنترنت بسبب الرقابة
حينها عليك الاستعانة بذاكرة USB، ضع عليها ملفك وأرسلها للجهة المعنية مع شخص تثق به أو عن طريق البريد.
يوجد حل آخر لكنه مكلف للأفراد، وتستخدمه بالعادة الشركات الإخبارية الكبرى، وهو توصيل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

6- السيناريو السادس: أنت مهدد خلال دقائق بالسطو على كافة بياناتك الورقية والإلكترونية
إن كانت النسخة التي تمتلكها ورقية، فقم بشكل سريع بتصويرها بكاميرا هاتفك وإرسالها إلى جهة أكثر أماناً، أما إن كانت رقمية، فشفّرها باستخدام أحد برامج التشفير التي تحدثنا عنها أو أرسلها بالاستعانة بأحد برامج التشفير كذلك لشخص أو جهة تثق بها.


ما يريد أن يوصله مكارثي من السيناريوهات السابقة التي افترضها، هو ألا تبالغ بحماية نفسك ولا تعقّد العملية عليك، بل تعامل معها بكل بساطة، فكّر دائماً بما يهدّدك وبالأشخاص الذين قد يهاجموك، وعلى هذا الأساس كُن مستعداً لمواجهتهم، كما يجب عليك أن تكون مستعداً بشكل دوري، حدّث عملية تشفيرك ونقلك للبيانات الجديدة على قرصك الصلب بشكل مستمر، حتى لو اضطررت لفعل ذلك بشكل يومي، اعتبره جزءاً من روتين حياتك.


*تجدون التقرير كذلك على الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين  :ijnet

Saturday 27 September 2014

ظاهِر

وأنا صغيرة كنت أحب الكلاب كتير.. وعمري سنتين شفت كلب أبيض ماشي مع صاحبته، رحت لعنده وصرت ألعب معه وتصورت جمبه.. كبرت والصورة ضلّت معي وحنين لإشي ما كنت فاهماه وقتها صار يكبر جوّاتي.. كبرت أكتر وصار نفسي يكون في ببيتنا كلب ألعب معه وأتسلّی برفقته.. بس أهلي كانوا يقولولي إنه الكلب بطرد الملائكة من البيت، وإنه لو عنا حديقة خارجية كان ممكن نخلّيه فيها وبس.. صار عنا حديقة بس ما صار عنا كلب، وأنا بطلت أطلبه.. بس كل ما أشوف واحد بأي مكان قلبي بدق وبصير ألحقه بعيوني.. مرات كنت أقرّب عليهم وأمد إيدي لحتی ألعّبهم.. بس اكتشفت إنه مشاعر الطفولة جوّاتي انطفت، وإني صرت أتردد لما آجي أمسكهم، لإني تعلّمت إنهم مش طاهرين.

ما بعرف كيف فجأة طلع عليّ صيت إني بحب البسس.. وكيف صرت أنا كمان باللاوعي أعترف بحبهم.. يمكن لإني كنت أصورهم كتير وألعب معهم وأقدملهم أكل وحليب، بس.. هاد لا يعني بالضرورة إني بحبهم!

بس خلص ومن باب الإحساس بالمسؤولية صرت لازم أظهرلهم حبّي وأوافق كل حدا بيحكيلي هيك..

مع إنه الكلب أوفی بطبعه..


مشاعرنا تجاه بعض هيك بتتبلور كمان، بتلاقينا بنبعد عن ناس حبّيناهم وتعلّقت قلوبنا فيهم بس عشان طباع وأفكار ما بتتناسب معنا أو مع اللي حوالينا.. وبتلاقينا بنقرب من ناس مش قادرين نلاقي فيهم فكرة وحدة بتجمعنا معهم، بس أهلنا والناس الكبار والمجتمع راضيين عليهم ومباركين خط سيرهم!

تحليق

وأنا صغيرة كنت ألحق الفراشات وأصيدها، وأقتلها بصراحة.. بس كبرت، عرفت أديشها كائن رقيق.. صرت أحبها وألحقها بعيوني من غير ما أأذيها، أتأمل ألوانها واختلافها، خفّتها وجمالها.. صرت أحلم إني فراشة مرسومة بألوان الحياة وعايشة بأحلی بستان.. بقدر أطير بالسما وأرفرف من غير ما يوقفني حدا.

اليوم، مش حاسة حالي فراشة ولا عم بشوف صاحباتي الفراشات.. بس حاسة فيهم بكل جزء بجسمي، عم يتحركوا بقوة وعم يهزوني بدون رحمة.. حتی قلبي المسكين مليان فراشات حزينة ما عم يوقفوا حركة.. لو قصدهم يعاقبوني عالماضي فأنا تبت من زمان وقررت أكون جزء منهم، ولو فكرهم يبعدوني عن سربهم ويحرموني التحليق، فهاد اللي مستحيل يصير.. لإنه اللي بفرد أجنحته وبرفع راسه لفوق صعب ينحني أو ينكسر.

Friday 26 September 2014

عدم نقاء



 الورد
بعد ما كان يرسم بسمة صار يحفر دمعة


الكلمات 
بعد ما كانت تبني جسور صارت تفتح جروح


الأفكار المجنونة 
قد ما شفعت وساعدت قد ما كشفت وباعدت