Saturday 27 September 2014

ظاهِر

وأنا صغيرة كنت أحب الكلاب كتير.. وعمري سنتين شفت كلب أبيض ماشي مع صاحبته، رحت لعنده وصرت ألعب معه وتصورت جمبه.. كبرت والصورة ضلّت معي وحنين لإشي ما كنت فاهماه وقتها صار يكبر جوّاتي.. كبرت أكتر وصار نفسي يكون في ببيتنا كلب ألعب معه وأتسلّی برفقته.. بس أهلي كانوا يقولولي إنه الكلب بطرد الملائكة من البيت، وإنه لو عنا حديقة خارجية كان ممكن نخلّيه فيها وبس.. صار عنا حديقة بس ما صار عنا كلب، وأنا بطلت أطلبه.. بس كل ما أشوف واحد بأي مكان قلبي بدق وبصير ألحقه بعيوني.. مرات كنت أقرّب عليهم وأمد إيدي لحتی ألعّبهم.. بس اكتشفت إنه مشاعر الطفولة جوّاتي انطفت، وإني صرت أتردد لما آجي أمسكهم، لإني تعلّمت إنهم مش طاهرين.

ما بعرف كيف فجأة طلع عليّ صيت إني بحب البسس.. وكيف صرت أنا كمان باللاوعي أعترف بحبهم.. يمكن لإني كنت أصورهم كتير وألعب معهم وأقدملهم أكل وحليب، بس.. هاد لا يعني بالضرورة إني بحبهم!

بس خلص ومن باب الإحساس بالمسؤولية صرت لازم أظهرلهم حبّي وأوافق كل حدا بيحكيلي هيك..

مع إنه الكلب أوفی بطبعه..


مشاعرنا تجاه بعض هيك بتتبلور كمان، بتلاقينا بنبعد عن ناس حبّيناهم وتعلّقت قلوبنا فيهم بس عشان طباع وأفكار ما بتتناسب معنا أو مع اللي حوالينا.. وبتلاقينا بنقرب من ناس مش قادرين نلاقي فيهم فكرة وحدة بتجمعنا معهم، بس أهلنا والناس الكبار والمجتمع راضيين عليهم ومباركين خط سيرهم!

تحليق

وأنا صغيرة كنت ألحق الفراشات وأصيدها، وأقتلها بصراحة.. بس كبرت، عرفت أديشها كائن رقيق.. صرت أحبها وألحقها بعيوني من غير ما أأذيها، أتأمل ألوانها واختلافها، خفّتها وجمالها.. صرت أحلم إني فراشة مرسومة بألوان الحياة وعايشة بأحلی بستان.. بقدر أطير بالسما وأرفرف من غير ما يوقفني حدا.

اليوم، مش حاسة حالي فراشة ولا عم بشوف صاحباتي الفراشات.. بس حاسة فيهم بكل جزء بجسمي، عم يتحركوا بقوة وعم يهزوني بدون رحمة.. حتی قلبي المسكين مليان فراشات حزينة ما عم يوقفوا حركة.. لو قصدهم يعاقبوني عالماضي فأنا تبت من زمان وقررت أكون جزء منهم، ولو فكرهم يبعدوني عن سربهم ويحرموني التحليق، فهاد اللي مستحيل يصير.. لإنه اللي بفرد أجنحته وبرفع راسه لفوق صعب ينحني أو ينكسر.

Friday 26 September 2014

عدم نقاء



 الورد
بعد ما كان يرسم بسمة صار يحفر دمعة


الكلمات 
بعد ما كانت تبني جسور صارت تفتح جروح


الأفكار المجنونة 
قد ما شفعت وساعدت قد ما كشفت وباعدت